في الأول من نوفمبر من كل عام يحتفل المكسيكيون بعيدهم "يوم الموتى"؛ حيث تأتي ملايين من الفراشات الملكية ذات اللونين البرتقالي والأسود إلى غابات التنوب الجبلية بوسط المكسيك، والتي يعتقدون أنها تمثل عودة أرواح الموتى.
وفي عام 2013، ولأول مرة في تلك الذكرى، لم تأت الفراشات الملكية، على الأقل ليس في "يوم الموتى"؛ حيث أتت شتاتًا أسبوعًا لاحقًا عن المعتاد، وبأعداد ضئيلة قياسيًّا. كما بدا التعداد الضئيل البالغ 60 مليون فراشة ظهرت في عام 2012 عددًا هائلًا مقارنة بما هو أقل من ثلاثة ملايين في عام 2013. ويخشى بعض الخبراء أن يكون مشهد الهجرة المذهل قد قرب من النهاية.
ويقول العلماء بأن مستعمرات الفراشات الملكية بالمكسيك التي تقدر بنحو عدة ملايين فراشة في الفدان الواحد قد اقتربت من الزوال. وإذا كان من المقرر لتلك الفصيلة أن تتلاشى، فسوف ينتهي أمر واحد من الكائنات القليلة التي تعد بمثابة رمز للجميع في أمريكا الشمالية، فهي حشرة محبوبة لها قدرة على التحمل، ويمكن لأطفال المدارس أن يتعرفوا عليها بسهولة.
يعتقد العلماء أن هناك أسبابًا عديدة وراء هذه الظاهرة؛ تشمل الظروف المناخية القاسية التي تعمل ضد الفراشات على مدار السنتين الأخيرتين. ومن الأسباب الأخرى التدهور التدريجي لموائل الإشتاء في المكسيك بسبب الإزالة غير المشروعة للغابات. ولكن السبب الثالث – وربما الأقوى – هو عواقب الأنشطة الزراعية الصناعية في الغرب الأوسط.
وتأثير انقراض الفراشات الملكية؛ جماليًّا وبيئيًّا من الطبيعة – يمكن تشبيهه بنزع لوحة نادرة من على جدار أحد المتاحف، ثم تدميرها.
كما تُستخدم الفراشات الملكية في تدريس علم الأحياء للأطفال على نطاق لا تضاهيه أية حشرة أخرى في العالم. إذًا، فهي أداة تعليمية قوية جدًّا، وطبيعة هجرتها فريدة من نوعها تمامًا.
إذا توافرت الظروف العادية يمكن للفراشات الملكية أن تضع نحو 300 أو 400 بيضة، وستصبح مثل الصراصير التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة لدهور في السراء والضراء ناجية من مختلف الكوارث. فجزء من سبب قدرة الحشرات على البقاء هي قدرتها الإنجابية العالية جدًّا، على عكس الثدييات. لذا، فإذا كانت الظروف مواتية فإن الفراشات الملكية أمامها فرصة لتعود سريعًا.
وإلى جانب ذلك تقوم مؤسسة كارلوس سليم منذ عام 2008 بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، ووزارة البيئة المكسيكية على حماية الفراشات الملكية. وبينما استثمرت المؤسسة نحو 100 مليون دولار أمريكي في خمسة برامج حفاظ مختلفة في المكسيك، يظل برنامج الحفاظ على الفراشات الملكية واحدًا منها.
المراجع
forbes.com
mcclatchydc.com
newswatch.nationalgeographic.com
usatoday.com
washingtonpost.com
policy.audubon.org