لا بد أنك سمعت الخبر المهم: مصر ستستضيف هذا العام أكبر مؤتمر دولي حول تغير المناخ والبيئة، وهو مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ السابع والعشرون.
بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة التي تلتها، بدا العالم مستعدًا لبدء فصل جديد في التنمية العالمية والتعاون الدولي. ومع بداية التسعينيات، كانت المشكلات البيئية مصدر قلق عالمي يستحق الاهتمام الدولي.
استجابة لذلك، في يونية 1992، نظمت الأمم المتحدة قمة ريو للأرض في البرازيل؛ حيث وقعت 156 حكومة على معاهدة بيئية دولية لمكافحة التدخل البشري الخطير في نظام المناخ. جاءت المعاهدة المعروفة باسم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC بمهمة لرفع مستوى الوعي العام العالمي بشأن القضايا ذات الصلة.
وأُطلق المؤتمر ليكون بمثابة حلقة وصل لجميع الدول الأعضاء، بهدف عقد اجتماعات سنوية منتظمة يحضرها رؤساء الدول والوزراء وخبراء البيئة والمنظمات غير الحكومية. انعقدت أول نسخة من المؤتمر عام 1995 واستضافتها ألمانيا. وبعد 27 عامًا، حان الوقت لمصر لتنظيم هذا الحدث الضخم في شرم الشيخ.
بحلول عام 2020، بلغ عدد الدول الأطراف في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 197 دولة. وستجتمع هذه الأطراف في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ السابع والعشرون COP27 لمعالجة أزمة المناخ؛ الأمر الذي يتطلب إجراءات جماعية عاجلة.
عالميًّا، يؤثر تواتر الظواهر الجوية الشديدة وشدتها في حياة ملايين البشر. فيتسبب الاحترار العالمي في عواقب خطيرة تهدد البشر وجميع أشكال الحياة على الأرض. ويتوقع العلماء أن تؤدي أزمة المناخ إلى تفاقم التهديدات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الحالية. لذلك، توجد أهمية كبيرة للإجراءات العاجلة والجهود الجماعية لمكافحة الآثار الضارة لتغير المناخ.
مدعومًا بالعلم واسترشادًا باتفاقيات الدول الأعضاء وقراراتها وتعهداتها والتزاماتها على مدار الـ27 عامًا الماضية، يهدف المؤتمر إلى الانتقال من المفاوضات والتخطيط إلى مرحلة التنفيذ. سوف يركز المؤتمر على أربعة أهداف رئيسية:
تخفيف التأثير: الحد من الاحترار العالمي إلى ما أقل من 2 درجة مئوية.
التكيف: التكيف مع الظواهر الجوية الشديدة، مثل موجات الحر والفيضانات وحرائق الغابات.
التمويل: تعزيز شفافية التدفقات المالية ودعم احتياجات البلدان النامية.
التعاون: تسهيل الاتفاق في المفاوضات وضمان التمثيل المناسب لجميع أصحاب المصلحة المعنيين.
يوجد عدة لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ السابع والعشرون COP27. فمن المقرر أن يؤدي المؤتمر دورًا رئيسيًّا في دفع جهود مصر لتنفيذ استراتيجياتها لعام 2030 للتنمية المستدامة. كذلك سيدعم مسعى مصر لتحقيق التعافي الأخضر، وهو حزمة من الإصلاحات البيئية والتنظيمية والمالية لاستعادة الازدهار في أعقاب جائحة كوفيد-19.
إلى جانب الفوائد البيئية، سيساهم المؤتمر في تعزيز السياحة في مصر، وسيجذب استثمارات من الشراكات الدولية والإقليمية. ستعمل المعارض والفعاليات التي ستقام على هامش المؤتمر على الترويج للصناعات والمنتجات والحرف اليدوية المصرية. كذلك سيؤدي دورًا حيويًّا في تسليط الضوء على القضايا المصرية الحاسمة، مثل الأمن المائي وكيف سيتأثر بتغير المناخ.
علاوة على ذلك، فإنه سيؤكد قدرة مصر على استضافة وإدارة الفعاليات الدولية رفيعة المستوى. أخيرًا، سيوفر فرصًا لجمع مصادر التمويل من المنظمات الدولية لتمويل المشروعات التي تعالج تغير المناخ في مصر.
مع اقتراب موعد المؤتمر، نأمل أن يساعدنا في تأمين مستقبل مستدام لجميع الأمم والشعوب، وكذلك جميع أشكال الحياة على الأرض.
المراجع
unfccc.int
cop27.eg
sis.gov.eg
Cover image: cop27.eg