تفاصيل الكتاب

unveiling the hidden in European life

الشدياق، أحمد فارس بن يوسف، - 1219-1304 هـ
دار الكتاب المصرى، - 2012
الفنون – الإبداع – التطور – التمدن – الثقافة - الاختراع – كتب الرحلات - إنكلترة - فرنسا.
النهوض الحضاري








كشف المخبا عن فنون اوربا

عودة الى الكتاب

أحمد فارس الشدياق (الحدث 1804م – الآستانة 1887م)
كتاب "كشف المُخبّا عن فنون أوروبّا"
وُلِد فارس الشدياق سنة 1804م بقرية الحدث بلبنان، لأسرة ذات تراث علمي وسياسي واجتماعي مرموق؛ فكان والده من رجال الأمير حيدر الشهابي، كما توزّع إخوته ما بين مؤرخ وسياسي ولغوي وأديب، وقد كان أخوه أسعد الذي كان ملمًّا بعلوم عصره، أستاذه وصديقه الأقرب. وفي طفولته عانى الشدياق من بيئة مفعمة بالتعصب الديني والمذهبي، حيث عجزت الكتاتيب عن تقديم دروس دينية أو دنيوية مستنيرة، فتتلمذ على يديْ والده، ثم تابع دروسه الدينية في مكتب الملة المارونية عام 1811م، لكنه ضاق بأساليب التدريس المتخلفة، فاكتفى بالدراسة على أيدي إخوته.
بعد هروب والده من غضب الأمير بشير الشهابي، وتدمير منزلهم بأيدي الجند الشهابيين، وفشله في العمل بالتجارة أو بجباية الضرائب لدى الدروز أو الشهابيين، لم يجد مهنة لينفق على والدته غير مهنة النساخة؛ وهذا ما قرّبه منذ صباه من عالم الكتب والدراسة. وفي عام 1823م، انتقل الشدياق مع والدته وأخيه إلى بيروت، وهناك تأثر هو وأخوه أسعد بالبروتستانتية، فتركا المارونية واعتنقا الإنجيلية، فغضب إخوتهما وتعاونوا مع البطريرك يوسف حبيش للتنكيل بهما. وبعد القبض على أسعد وموته في سجنه من التعذيب، فرّ فارس إلى مصر وعمل بالتدريس في مدارس البروتستانت، وحضر في الأزهر دروسًا في اللغة والفقه والمنطق، بالإضافة للدروس التي كان العلماء يلقونها في بيوتهم. وفي تلك الفترة توثّقت صداقته برفاعة الطهطاوي، وظل يذكره بالكثير من الود والاحترام.
ومن المرجح أنه أسلم في تلك الفترة التي عمل فيها مع رجال الأزهر، وإن كانت هذه القضية قد أثارت الكثير من النقاش والاختلاف بين الباحثين. وفي عام 1834م تزوج من جارته "وردة الصولي"، ورحل بها إلى مالطة ليعمل مدرسًا بمدارس الإرساليات البروتستانتية هناك، لكن الخلافات بينه وبين المبشرين دفعته للرحيل إلى إنجلترا عام 1848م ليترجم الكتاب المقدس مع المستشرق صمويل لي؛ مما مكّنه من نقد التوراة والإنجيل في كتابيه: "مماحكات التأويل"، و"المرآة في عكس التوراة". ثم غادر لندن إلى باريس عام 1850م، وظل يتنقل بين إنجلترا وفرنسا بين عامي: 1853-1857م، حتى استقر نسبيًّا في إنجلترا، وإنْ قام ببعض الرحلات لباريس متصعلكًا في مقاهيها بعد التضييق عليه بسبب تآمر بعض أفراد الطائفة الإنجيلية عليه، حين قرأوا بعض نقده للكتاب المقدس.
ورغم أنه أسّس خطابه التنويري على رفض التعصب بجميع أشكاله، ودعْم النهضة العلمية والسياسية، وتوعية الرأي العام عن طريق الصحافة الحرة، والمناداة بالدستور والحياة البرلمانية، لكنه تعرّض لهجوم كبير بسبب تغليب مصالحه على مبادئه، حيث لم يساند الثورة العرابية وحركات التحرر من العثمانيين، رغم أنه كان من أنصار القومية العربية الكارهين لتسلّط الأتراك.
وقد صدر كتابه "كشف الـمُخَبّا عن فنون أوروبّا" عام 1866م، وفيه يحكي مشاهداته خلال رحلاته الأوروبية بأسلوب طريف جذّاب. ولذلك، تصدر مكتبة الإسكندرية هذا الكتاب ضمن سلسلة "في الفكر النهضوي الإسلامي"، بمقدمة للدكتور عصمت نصار.