الشيخ طنطاوي جوهري (الشرقية 1862م- القاهرة 1940م)
كتاب "نهضة الأمة وحياتها"
هو حكيم الإسلام. ولد الشيخ طنطاوي جوهري في قرية "كفر عوض الله حجازي" بمديرية الشرقية عام 1862م، وتعلم في كُتاب قرية "الفار" بلدة جده لأمه، وعند إتمامه حفظ القرآن الكريم وتعلمه القراءة والكتابة، انتقل للدراسة في الأزهر الشريف. ومع نشوب الثورة العرابية (1881-1882م) واضطراب الأحوال، عاد إلى قريته منقطعًا عن الدراسة. وبعد القضاء على العرابيين واحتلال الإنجليز لمصر عاد إلى القاهرة، واستكمل دراسة علوم العربية والشريعة من فقه وحديث وكلام وتفسير. وفي عام 1889م، انتقل للدراسة في مدرسة "دار العلوم"، وهي مدرسة أكثر حداثة تعلم فيها العلوم الطبيعية والرياضية إلى جانب العلوم الشرعية. وقد ساهمت هذه الدراسة في انفتاح مداركه على مختلف التيارات الفكرية المعاصرة، وتعرف أثناءها على العديد من مفكري وأعلام عصره، وشارك في كثير من جوانب الحوار العام آنذاك.
وعقب تخرجه في مدرسة دار العلوم عام 1893م، تم تعيينه في مدرسة ابتدائية بدمنهور. ثم انتقل للتدريس في مدارس القاهرة والجيزة، واستقر به المقام للتدريس في المدرسة الخديوية بدرب الجماميز عام 1900م حتى عام 1910م. وفي هذه الفترة عكف على دراسة اللغة الإنجليزية حتى أتقنها وأخذ في ترجمة بعض أعمال كبار كتابها، وعلى رأسهم وليام شكسبير. كما أخذ في نشر بعض مقالاته حول تفسير القرآن الكريم. وفي عام 1911م، عُين مدرسًا للتفسير في مدرسة دار العلوم، ثم مدرسًا للفلسفة العربية والأخلاق في الجامعة الأهلية عام 1914م. ونظرًا لنشاطه ضد الاحتلال الإنجليزي مع بداية الحرب العالمية الأولى، تم فصله من عمله في دار العلوم والجامعة المصرية، غير أنه استمر في نشره مقالاته الداعية إلى التحرر في جريدة اللواء التابعة للحزب الوطني. ومع نشوب ثورة 1919م، تعرض منزله للمداهمة والتفتيش من قبل الاحتلال.
وفي عام 1922م، توقف الشيخ عن التدريس لبلوغه سن التقاعد، فتفرغ لتفسير القرآن الكريم وهو التفسير الذي عنونه بـ"الجواهر في تفسير القرآن الكريم" والذي صدر عام 1935م في 26 جزءًا، وهو التفسير الذي مزج فيه بين التأويلات الشرعية والفلسفة الغربية والعلوم الطبيعية من طبيعة وفلك وكيمياء وعلوم روحية، ولكن كان له صدى طيب لدى مسلمي الشرق في إيران والتركستان والصين وروسيا. ولم يلق هذا العمل الضخم صدًى واسعًا لدى الجمهور التقليدي في مصر والعالم العربي. وقد شارك الشيخ جوهري في العديد من الجمعيات العاملة في المجال العام، مثل جمعية "المواساة الإسلامية"، و"رابطة القاهرة الروحية"؛ حيث كان الشيخ معروفًا باهتمامه بعالم الأرواح وذا باع فيه. كما تعرف على الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وأخذ يكتب في جرائدهم ويلقى الدروس في مقارهم العام، وعرض عليه الشيخ البنا أن يكون مرشدًا للجماعة، غير أنه رفض مبايعًا البنا مرشدًا للجماعة.
أما كتاب "نهضة الأمة وحياتها" فهو مجموعة المقالات التي كتبها الشيخ في جريدة "اللواء" لسان حال الحزب الوطني، وقد جمع هذه المقالات وأصدرها في كتاب عام 1908م، وتصدر مكتبة الإسكندرية هذا الكتاب بمقدمة للأستاذ حازم زكريا محيي الدين.