يهتم بعض العلماء بالبحث في النظريات والعلوم الأساسية، في حين يهتم آخرون بالتطبيقات العملية للعلوم المختلفة. في هذا الموضوع، نتناول قصة شخصية علمية أحبت أن تنفع المجتمع بعلمها في مجال الحاسوب والمعلوماتية عن طريق البحث عن حلول ذكية للمشكلات التي يواجهها الناس؛ إنها العالمة المصرية نشوى البنداري الحائزة على جائزتي الألكسو وبرنامج لوريال - اليونسكو.
تخرجت نشوى في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة عام 2000، ثم أكملت الدراسات العليا ونالت الماجستير عام 2004 والدكتوراه في عام 2008، وهي الآن بدرجة أستاذ دكتور في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. تدرجت في المناصب الإدارية إلى أن وصلت في أكتوبر 2020 إلى درجة عميد للكلية بالأكاديمية فرع جنوب الوادي، كما أنها مدير المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا منذ عام 2016. لها أكثر من 80 بحثًا منشورًا في الدوريات الدولية تدور حول تطبيق إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة ومعالجة الصور وتحليل البيانات في المجالات المختلفة. ذلك بالإضافة إلى أنها عضو في المجموعة العلمية البحثية المصرية وعضو في الهيئات التحريرية لبعض الدوريات العلمية.
في بداية مشوارها البحثي، كان تخصصها الرئيسي هو مجال شبكات الاستشعار اللاسلكية، ولكن أرادت أن تهتم بالتطبيق العملي للتكنولوجيا الحديثة لحل المشكلات الحياتية، فركزت جهودها على توظيف التكنولوجيا لإيجاد حلول للمشكلات البيئية في مصر. ويعد وجودها ضمن المجموعة العلمية البحثية المصرية، والتي تشمل خبراء من تخصصات مختلفة، فرصة ذهبية لمعرفة المشكلات البحثية المهمة في المجالات المختلفة.
تعد مشكلة تغير المناخ مشكلة عالمية واسعة النطاق قد تؤثر في المحاصيل الأساسية، ومن ثم قد تتسبب بتهديد الأمن الغذائي. لذا عملت د. نشوى على مشروع رصد وتقييم أثر تغير المناخ على المحاصيل الزراعية. يهدف هذا المشروع إلى مساعدة المزارعين الجدد وأصحاب مشروعات الصوب الزراعية، ويتكون من شقين: الأول، هو التنبؤ بموعد الحصاد؛ حيث طورت محطات الرصد الموجودة في الصوب الزراعية وزودت بالكاميرات والمستشعرات اللازمة، وذلك من أجل جمع البيانات حول درجة الحرارة والرطوبة وصور المحصول.
حقوق الصورة: © 2018 Media & More
وباستخدام تحليل البيانات ومعالجة الصور وتعليم الآلة يمكن التنبؤ بموعد الحصاد المناسب لكل محصول تبعًا لدرجة النضج المناسبة، إذ يختلف كل محصول عن الآخر، وكذلك يختلف الموعد إذا كان الهدف التصدير أو التخزين. بعد ذلك ترسل تلك النتائج إلى المستخدم قبل موعد الحصاد، إذ أن بعض المحاصيل قد تتلف أو تصبح غير مطابقة لمعايير التصدير إذا تأخر موعد حصادها، فيخسر حينها المزارع مبالغ طائلة؛ لذا سيساعد هذا المشروع على تقليل الهدر وزيادة الدخل.
الشق الثاني من المشروع هو اكتشاف أمراض المحاصيل في مرحلة ما بعد الحصاد وتنبيه المزارع في وقت مبكر لإيجاد حل سريع للحفاظ على المحصول من التلف. وقد نال هذا المشروع جائزة الألكسو للإبداع والابتكار التقني للباحثين الشباب بالوطن العربي في عام 2014، وجائزة برنامج لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم على المستوى الإقليمي لزمالة مصر والمشرق العربي في عام 2015.
للعالمة نشوى البنداري أبحاث حول تطبيق علوم الحاسب في المجالات الأخرى، مثل الطب والتعليم وكبار السن وذوي الإعاقة. وفي الختام نرجو أن نكون قد سلطنا الضوء على نموذج للمرأة العالمة الناجحة وكيف أن التعاون بين التخصصات المختلفة قد يثمر حلولًا ذكية للمشكلات الحياتية.
الصورة الرئيسية: Copyright © 2016 Identity Magazine.
المراجع
scoopempire.com
enigma-mag.com
gate.ahram.org.eg
aast.edu
dblp.org