على مر التاريخ، كان هناك خلط ما بين كلمتي الصاروخ والقذيفة. وتشير كلمة صاروخ عامة إلى جهاز يتم استرداده بعد إطلاقه باستخدام مظلة أو أنبوب بخاري. أما القذيفة فلا يمكن استردادها. لذلك، أي جهاز يطير في السماء وينفجر أو يتم إتلافه، فهو قذيفة وليس صاروخًا.
وقرابة عام 1200م، ابتكر الصينيون طريقة لاحتواء مسحوقهم الأسود مما أتاح لهم الفرصة لإنتاج أشكال مبتكرة من الصواريخ؛ حيث قاموا بتعبئة المسحوق بإحكام في أنابيب من الورق المقوى الطويل سرَّع في حرقها مولِّدًا قوة دفع كبيرة. ومع إضافة فوهة في الجزء السفلي من غرفة الاحتراق، ازدادت قوة الدفع أبعد من ذلك. وكان للصواريخ الصينية التي استخدمت كأسلحة حرب عصي ثابتة طويلة وعبوات ناسفة كبيرة نسبيًّا في رءوسها. وكانت تلك السهام النارية تهاب من قبل جميع الأعداء. ونظرًا لتصميمها البسيط نسبيًّا، فكان من الممكن إنتاجها بكميات كبيرة وإطلاقها في تعاقب سريع.
ولم تبدأ تكنولوجيا الصواريخ في المضي قدمًا حتى منتصف القرن السابع عشر. ففي عام 1650، قام خبير مدفعية بولندي يدعى كازيميرز سيمينويسز بنشر رسوم ووصف لصاروخ ذي مراحل متعددة، وهي الأولى من نوعها في التاريخ المكتوب.
وربما وقعت أعظم فترة من التقدم في صناعة الصواريخ خلال فترة حياة الدكتور روبرت جودارد، والذي يعد أبا صناعة الصواريخ الحديثة، فأعماله في مجال الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل دفعت العالم إلى عصر جديد. وبسبب نشأته في وسط ولاية ماساشوستس، وضع نظرياته عن رحلات الفضاء عالية الارتفاع في بداية حياته المهنية.
وفي عام 1912، اقترح تصميمًا لصواريخ ذات مراحل متعددة قادرة على الوصول إلى القمر، ولكن سرعان ما اندثرت فكرته؛ لأنها بدت مستحيلة وساذجة. وقد استمر في محاولة لإثبات أن الصواريخ يمكنها أن تعمل في خواء كامل، وهي الفكرة التي كانت حاسمة في تطوير السفر إلى الفضاء. وقد ابتكر جودارد نظامًا لتحقيق التوازن في الصواريخ غير الزعنفية، والذي جعل كلَّ شيء قابل للطيران. وبحلول عام 1926، كان قد اختبر بنجاح وأطلق جوًّا أول صاروخ يعمل بالوقود السائل. إلا أن إسهاماته في صناعة الصواريخ الحديثة تصل إلى أبعد من ذلك. فتفكير جودارد الإبداعي، وعقله ذو الأفق الواسع ألهما الآخرين في أن يسيروا على نهجه، مما أدى في نهاية المطاف إلى سباق الفضاء في ستينيات القرن الماضي.
وفي منتصف خمسينيات القرن الماضي، كان العالم قد تعرض إلى القوى المدمرة من القذائف العسكرية، وكان في هذه النقطة قد بدأ الناس في رؤية الاستخدامات العلمية للصواريخ أيضًا. وفي عام 1958، قامت الولايات المتحدة بتأسيس الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء للبحث في مشكلات الطيران داخل الغلاف الجوي للأرض وخارجه. وكان أحد أول الأهداف من إدارة الفضاء الجديدة هو بناء صاروخ ناجح قادر على رفع حمولة كبيرة إلى القمر. وكان برنامج أبولو، الذي بدأ في عام 1961، له هدف أساسي وهو: هبوط الإنسان على سطح القمر. وفي يوم 28 يناير عام 1968، تم إطلاق صاروخ كبير جدًّا ومعقد في مركز كنيدي للفضاء في ولاية فلوريدا. وكانت أبولو 5 أول مركبة تطلق بنجاح تام، وقد وضعت حجر الأساس للصواريخ التي من شأنها أن تغير العالم.
المراجع
www.scientiareview.org
www.arvindguptatoys.com
biographiesofthenation.pbworks.com