مرض السل مرض معدٍ عادةً ما يصيب الرئتين. وهو ثاني أكثر الأمراض فتكًا على مستوى العالم؛ ففي عام 2015 توفي 1.8 مليون شخص بسببه وتم اكتشاف قرابة 10.4 ملايين حالة جديدة. على الرغم من أن بعض سلالات البكتيريا قابلة للعلاج، فإن البعض الآخر يقاوم العلاجات الحالية بشكل متزايد. في عام 2015، لم تستجب قرابة 480.000 حالة لأقوى علاجين لعلاج السل، وتوفي أكثر من 250.000 شخص بسبب العدوى المقاومة للأدوية. فتسبب مرض السل في حالات وفيات أكثر من مرض نقص المناعة (الإيدز)؛ وهذا ما دفع العلماء لسرعة البحث عن علاج جديد.
اكتشف مجموعة من العلماء من جامعة وارويك ومؤسسات في أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية مركبًا جديدًا من شأنه أن يكون العلاج الجديد لمرض السل. يستخرج هذا المركب الجديد من البكتيريا التي تستوطن التربة وتمنع أي نوع آخر من البكتريا من النمو في نفس المكان، وبذلك يقتل بفعالية المتفطرة السلية التي تتسبب في مرض السل.
وباستخدام الكيمياء الاصطناعية، نجح العلماء في إعادة إنتاج هذه المركبات بتباين هيكلي يحولها إلى نظائر كيميائية قوية. عندما تم اختبار المركبات، أثبتت كفاءتها في قتل البكتيريا المتسببة في مرض السل. فتهاجم المواد الكيميائية إنزيمًا يعرف باسم «إم راي» موجودًا في المتفطرة السلية ومسئولًا عن تحفيز خطوة هامة في عملية بناء الخلية حول البكتيريا. هذا الجزء من البكتيريا هو الأضعف؛ فيسمح للمركب المضاد للبكتيريا بمهاجمة سلالات السل عن طريق منع البكتيريا من بناء جدار للخلية.
يقول ريتشارد باين الأستاذ بكلية سيدني للكيمياء وأحد الباحثين الرواد: إن النظائر الهيكلية الجديدة المختلفة من المركب قتلت بكتيريا السل بكفاءة داخل البلاعم؛ وهي الخلايا المناعية المضيفة التي تستوطنها بكتيريا السل عندما تصيب رئة الإنسان. واستطرد الدكتور باين قائلًا: إن النتائج تمهد الطريق إلى تطوير عقّار جديد لعلاج مرض السل، وحاليًّا تجرى اختبارات ودراسات للسلامة.وستحاول التجارب المستقبلية اكتشاف الآلية الخفية التي تقوم المركبات من خلالها باختيار أهدافها.
ويقول دكتور باين: «بدون جدار الخلية، تموت البكتيريا. وهذا البروتين الجداري لا تستهدفه العقاقير المتاحة حاليًّا. نحن متفائلون بالنتائج التي حصلنا عليها حتى الآن، ونتطلع إلى إنتاج علاج جديد لمرض من أكثر الأمراض شراسة».
المراجع
sciencedaily.com
scienceillustrated.com.au