ليس هناك ثمة شك في أن تناول الفواكه والخضروات من ثلاث إلى خمس مرات يوميًّا سيحسن من صحتك، إلا أن عددًا متزايدًا من الخبراء يصرح بأن الطعام الصحي لا ينحصر فقط في كم الفواكه والخضروات التي تأكلها، ولكن في كم الألوان التي تتناولها أيضًا!
ولكن، أولسنا نتحدث عن الفيتامينات والمعادن؟ فما علاقة الألوان بذلك؟ وإجابة هذا السؤال هي المواد الكيميائية النباتية
، وهي المركبات الكيميائية التي تساعد على إكساب النباتات لونها، ورائحتها، ومذاقها، وغيرها من خصائصها الحسية، والمعروفة أيضًا بالخصائص الجاذبة للحواس، وذلك مثل اللون الأزرق العميق للتوت الأزرق والرائحة النفاذة للثوم. وكما اتضح الأمر، تعمل المركبات أكثر من ذلك بكثير؛ فهي في الواقع مواد تصنعها النباتات لحماية نفسها من التلف الذي قد تسببه عوامل مثل الآفات أو الأشعة فوق البنفسجية.
يقول الخبراء في هذه الآونة إنه بتناول تلك المواد، فإنها توفر لنا حماية مثل تلك التي توفرها للنباتات. فقد أظهرت الأبحاث أن هذه المركبات الفريدة تستطيع إنتاج مجموعة كبيرة من التأثيرات الصحية، والتي تمتد إلى جميع أجهزة الجسم الرئيسية؛ فمن شأنها المحافظة على طاقة الجسم وصحته الجيدة، والحد من مخاطر الإصابة بالأمراض، وتدعيم النمو والتطور.
فعلى الرغم من أنها لا تصنف على أنها مغذيات، إلا أنه من المعتقد الآن أن المواد الكيميائية النباتية شديدة النفع، لا سيما فيما يتعلق بخواصها العلاجية والمانعة للأمراض، وخاصة تلك المتعلقة بالسرطان، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم.
ومن السهل التعرف على المواد الكيميائية النباتية؛ حيث إنها مسئولة عن إعطاء النباتات ألونها المميزة، ويمكن اكتشاف التركيزات العليا لتلك المواد من خلال النظر إلى لون النبات ودرجته. وتلك المواد متنوعة تنوع الألوان التي تنتجها؛ فقد تم التعرف على أكثر من ألف نوع مختلف من أنواعها يمثل كل منها منفعة صحية، وذلك لأن مجموعة اللون الواحد لا توفر جميع المنافع. فتكمل تلك المواد بعضها وتعمل معًا ومع الفيتامينات والمعادن بصورة طبيعية، وبطرق لا تستطيع المكملات الغذائية تعويضها.
قوس قزح المغذيات
الأطعمة البرتقالية الداكنة والصفراء الساطعة
يحتوي كل من الجزر، والبطاطا، وقرع العسل، والكنتالوب، والمانجو، والخوخ على كاروتين-بيتا؛ وهي مادة كيميائية نباتية شائعة في مجموعة تضم أكثر من ستمائة مادة يطلق عليها الكاروتينيات. وتتحول مادة الكاروتين-بيتا داخل الجسم إلى فيتامين أ ذي الوظائف الحيوية المتعددة، ومنها نمو أنسجة الجسم وترميمها، وتكوين العظام والأسنان، ومقاومة العدوى، وبالطبع أيضًا نمو أنسجة صحية للعين، ومن هنا أتت المقولة.
وتحتوي فواكه الموالح مثل البرتقال، والجريب فروت، واليوسفي على مواد الفلافونويد الحيوية؛ وهي مجموعة من المواد الكيميائية النباتية التي تعمل مع فيتامين ج على الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان، وتقوية العظام والأسنان، والمساعدة في التئام الجروح، والحفاظ على صحة البشرة، والحد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.
الأطعمة الخضراء الداكنة
الخضروات المورقة مثل السبانخ، والخس، وأوراق الكرنب، واللفت، والبروكلي تحتوي جميعها على مادة كيميائية ضوئية يطلق عليها اللوتين، وهي مضاد قوي للأكسدة يساعد على الحد من مخاطر الإصابة بتعتم عدسة العين والتنكس البقعي، وهما مرضان شائعان من أمراض العين. كما يعد كل من البازلاء، وبطيخ المن أو الهانيديو، والأفوكاتو من المصادر الممتازة لمادة اللوتين.
وتحتوي الخضراوات الورقية الداكنة مثل البروكلي، والقرنبيط، والكرنب، وكرنب بروكسيل على مركبات الإندول، والتي تساعد في الوقاية من سرطان الثدي لدى السيدات وسرطان البروستاتا لدى الرجال. وقد أظهرت دراسة حديثة أن نسبة إصابة الرجال الذين يتناولون الخضراوات الورقية الداكنة على الأقل ثلاث مرات أسبوعيًّا بسرطان البروستاتا أقل 42% من غيرهم.
الأطعمة الحمراء الداكنة والوردية الساطعة
يعد كل من البطيخ، والجريب فروت الوردي، والطماطم من المصادر الجيدة لمادة الليكوبين؛ وهي أحد مواد الكاروتين الستمائة التي لها فوائد عظيمة للقلب والدورة الدموية، وذلك عن طريق المساعدة في بناء جدران صحية للخلايا. ويحسِّن ذلك من ضغط الدم، ووظائف الأعضاء، والدورة الدموية. والمنتجات التي تدخل الطماطم في تركيبها مثل صلصات الطماطم، وشوربة الطماطم، وعصير الطماطم تتمتع بأكبر نسبة مركزة من مادة الليكوبين.
علاوة على ذلك، تعد مواد البيتاسيانين الكيميائية النباتية الحمراء الموجودة في البنجر مضادات طبيعية للأكسدة، ويُعتقد أنها تقي من أمراض القلب والسرطان، وتحسن الصحة عن طريق مقاومة تكون الجذور الحرة في الجسم.
الأطعمة الزرقاء والبنفسجية
هل تريد المحافظة على شبابك؟ تناول إذًا الأطعمة زرقاء اللون! فالتوت الأزرق، والعليق، والبرقوق، والزبيب، والباذنجان تحتوي على مواد الأنثوسيانين والبوليفينولات الكيميائية النباتية المقاومة للأمراض.
وتلك المضادات الطبيعية للأكسدة من شأنها الحد من العديد من الأمراض مثل السرطان، وأمراض القلب، والزهايمر؛ فمن شأنها أيضًا التبطيء من أعراض التقدم في السن. وقد أظهرت الأبحاث أن تناول التوت الأزرق بالتحديد قد يحد من آثار التقدم في السن، وذلك عن طريق تحسين تفاعلات الخلايا في النظام العصبي المركزي.
الأطعمة البيضاء
ربما يفتقر كل من الثوم والبصل والكرات إلى الألوان، لكنها مفعمة بمواد كيميائية نباتية قوية منها الأليسين؛ وهي المادة الأكثر شيوعًا في هذه المجموعة. فقد أظهرت الأبحاث أن تناول الثوم والبصل الغنيين بمادة الأليسين يوميًّا من شأنه تخفيض الكولسترول وكذلك ضغط الدم، بالإضافة إلى زيادة قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
كما أظهرت أبحاث التغذية أن تناول الخضراوات المنتمية إلى عائلة البصل من شأنه التسريع من الشفاء من نزلات البرد، والحد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، بل ومنع انتشار بعض أنواع السرطان، وبالتحديد سرطان المعدة والقولون.
المراجع
forecast.diabetes.org
folio-one.com
https://pxhere.com