مثلما شغلت عقول الفلاسفة، والفلكيين، والعلماء، والمخترعين، فقد شغلت عناصر الطبيعة الأربعة - الأرض، والماء، والهواء، والنار - عقول صناع السينما أيضًا. فقد ألهمت قوى هذه العناصر ودلالاتها الغامضة كاتبي الأفلام ومخرجيها نحو إنتاج مجموعة من الأعمال الرائعة، وأحدها فيلم «العنصر الخامس» للمخرج لوك بيسون الذي أُنتج في عام 1997.
تدور أحداث فيلم الخيال العلمي الأمريكي، وهو من بطولة بروس ويليس، وجاري أولدمان، وميلا جوفوفيتش، في إطار حركي كوميدي بعد 250 عامًا من الآن. وتدور قصة الفيلم حول "مهمة لإنقاذ البشرية"، يتخللها صراع بين أطراف مختلفة مثل البشر، والكائنات الفضائية، والوحوش، وغيرهم، وتنتهي بفوز ساحق ومبهر للخير على الشر.
فأثناء إحدى الاستكشافات الأثرية في العقد الأول من القرن العشرين، يُكشف الستار عن عنصر خامس سري يزور الأرض كل خمسة آلاف عام؛ ليحميها من الشر، مستعينًا بأحجار تمثل عناصر الطبيعة الأربعة. ويأخذ الموندوشوانيون، وهم فضائيون أصدقاء للبشر، الأحجار بعيدًا لحمايتها، متعهدين بأن يعودوا بها قبيل موعد هجوم الشر المقبل، والمتوقع حدوثه في القرن الثالث والعشرين. ولقد ظل السر المحفور على جدران إحدى المعابد المصرية القديمة يُتَوَارَث عبر الزمن من كاهن إلى آخر، انتهاءً بالكاهن فيتو كورنيليوس وتلميذه دايفيد.
ويفي الموندوشوانيون بوعدهم بالفعل، ولكن أثناء عودتهم إلى الأرض بالأحجار الأربعة والعنصر الخامس، يستعين الشر بالدكتور زورج الطمَّاع وجماعة مقاتلين المانجالور الفضائية المرتزقة لتدمير سفينتهم. إلا أن فريقًا من العلماء يستخدم بقايا الحمض النووي للعنصر الخامس لإعادة بناء الكائن الكامل "ليلو" وإعادته إلى الحياة؛ حيث تهرب وتسقط فوق سيارة الأجرة الخاصة بكوربن دالاس.
يحارب الدكتور زورج مستعينًا بمرتزقته الفضائيين؛ من أجل استعادة الأحجار؛ وتجنب حماية ليلو للأرض، طامعًا في التربح من الفوضى التي يُحدثها الشر. وبعدما تورط في الصراع الدائر عن دون قصد، يقع كوربن دالاس - سائق التاكسي ورائد الكوماندوز الماهر سابقًا - في حب ليلو؛ فيقرر أن يساعدها لتجد الكاهن كورنيليوس وتستعيد الأحجار لإنقاذ الكوكب.
يبرز الفيلم أهمية عناصر الطبيعة الأربعة، والتي تمثل المادة في حياتنا من خلال دورها الرمزي في مهمة إنقاذ البشرية؛ إلا أنه يؤكد أيضًا على أنها لا تساوي شيئًا بدون الخير والحب. فتفشل ليلو، أو الكائن الكامل الذي يمثل العنصر الخامس، في البداية في القيام بدورها لإنقاذ الأرض؛ حيث تدرك خلال الفترة القصيرة التي تقضيها على الأرض أن "كل شيء ينتجه البشر يستخدمونه للتدمير". وفقط عندما تدعمها أفعال الرائد كوربن دالاس ومشاعره الطيبة، تستطيع ليلو بمساعدته أن تنجز مهمتها وتنقذ الحياة على الأرض.
وعلى الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحًا مبهرًا في الإيرادات، فقد صُنِّف السادس والعشرين من عينة مائة فيلم تم عرضها في 1997، بل وقد ترشح لجائزة أوسكار أيضًا.
المراجع
imdb.com
boxofficemojo.com