من أشهر الثورات البركانية في التاريخ ثورة بركان جبل فيزوف في عام 79؛ حيث جرت أنهار من حمم اللافا البركانية من فوهة البركان بعد ثورته مبتلعة المستوطنات الإنسانية القريبة في كلٍّ من بومبي وهيركولنيوم، فطمستا كلتاهما حتى تم اكتشافهما صدفةً في القرن الثامن عشر. ورغم أن تلك الثورة البركانية كانت سوء حظ لسكان المنطقة آنذاك، فإنها كانت من حسن حظ علماء الآثار الذين نَعِموا بعد ذلك بتفقد الماضي عندما كُشف عن المدن الدفينة.
فيوجد تحت القشرة الأرضية الرفيعة العديد من الطبقات التي تصل إلى مركز الكوكب؛ حيث تكمن الغازات الساخنة وحمم المجما البركانية تحت الصفائح، وتصعد إلى السطح من وقتٍ لآخر عبر فوهات البراكين. وعادة ما توجد البراكين بطول الحواف ما بين الصفائح التكتونية؛ ويوجد حوالي 90% من البراكين في نطاق "دائرة النار" بطول حواف المحيط الهادئ.
عندما يكون هناك ضغط متراكم من الصخور المنصهرة، لا تكون هناك أية طريقة لإطلاق تلك الطاقة إلا من خلال الثورات البركانية. ومع كل ثورة يصبح البركان أكبر وأكبر؛ فعندما تفيض حمم المجما إلى السطح تصبح حمم لافا، وبينما تنزلق الحمم على جوانب البركان، فإنها تبرد وتتصلب مما يزيد من حجم البركان. فبشكل أساسي، البراكين ما هي إلا ما يتبقى من المواد التي تنطلق خلال الثورات البركانية، والتي تتجمع وتتصلب حول الفوهة، وهو ما يمكن أن يحدث على مدار أسابيع أو ملايين السنين.
ولقد صنف العلماء البراكين إلى ثلاث فئات رئيسية: نشطة، وهامدة (ساكنة)، وخامدة. أما البراكين النشطة، فهي البراكين التي ثارت حديثًا ومن الممكن أن تثور قريبًا. وأما البراكين الهامدة، فهي البراكين التي لم تثُر خلال فترة طويلة، ولكن يظل هناك احتمال بأن تثور في المستقبل، وأما البراكين الخامدة، فهي البراكين التي ثارت منذ آلاف السنين ولم يعد هناك احتمالاً أن تثور مرة أخرى.
على الرغم من أن مخاطر الإقامة بالقرب من البراكين جلية للجميع، فإن العديد من الناس لا يزالون يعيشون بجوارها. فقد تكون الثورة البركانية الكبيرة خطيرة للغاية؛ حيث يمكنها أن تطلق كميات كبيرة من حمم اللافا التي قد تصل إلى 1250 درجة مئوية أو أكثر تحرق كل شيء في طريقها، كما قد تتساقط بوابل من قطع اللافا الكبيرة المتصلبة فوق القرى والبلدات القريبة.
وتتسبب الثورات البركانية في الانصهار السريع للثلوج، مما قد يؤدي إلى تدفق الطين الذي من شأنه تجريد الجبال والوديان من غطائها ودفن البلدات في طريقه. كما قد يؤدي الرماد البركاني والغازات السامة التي تُطلق في الهواء إلى الإضرار بالرئتين وغيرها من المشكلات. ومع ذلك يتجاهل الناس كل ذلك مقابل زراعة التربة الخصبة المحيطة بالبراكين.
ويُعد بركان إيافيالايوكل الأيسلندي الذي ثار في 2010 البركان الأسوأ سمعةً في السنوات الأخيرة. فعلى الرغم من أن ثورته لم تكن كبيرة، فإن الإزعاج الذي تسبب فيه قد أثَّر على العديد من الناس. فقد ارتبكت العديد من الرحلات الجويَّة عبر أوروبا لمدة تعدت الستة أيام؛ حيث غطت سحب الرماد البركاني مساحات كبيرة من شمال أوروبا، وأغلقت نحو 20 دولة مطاراتها، وعلق مئات آلاف المسافرين المستائين في المطارات. ومع ذلك، فهذا لا يقارن بثوراتٍ ماضية، مثل ثورة بركان جبل فيزوف.