مكبر الصوت هو الجهاز الذي يقوم بتحويل الإشارات الكهربائية إلى موجات صوتية، فهو محوِّل طاقة يقوم بتحويل شكل معين من أشكال الطاقة لآخر. ولضمان إنتاج مكبر صوت ذي أكبر قدر من جودة الصوت، ينبغي أن يحتوي على أكثر من محوِّل واحد لإنتاج مجموعة واسعة من الترددات.
وقد اخترع ألكسندر جراهام بيل أول مكبر صوتي كهربائي، وقام بتسجيل براءة اختراعه في عام 1876، وذلك بهدف تمهيد الطريق لابتكار التليفون. ثم قام كل من إرنست سيمنز ونيكولا تسلا بتطوير ابتكار بيل في عامي 1877 و1881 على التوالي.
ولقد جاء ابتكار الفونوغراف نتيجة عمل توماس إديسون على اختراعين آخرين؛ التلغراف والتليفون. ففي عام 1877 انهمك إديسون في العمل على تطوير ماكينة تقوم بتدوين الرسائل التلغرافية من خلال النقر على شريط ورقي؛ بحيث يمكن بعد ذلك إرسالها عبر التلغراف مرارًا وتكرارًا. ثم قام إديسون بتجربة ذلك على قرص تليفون ذي إبرة للنقش موضوعة في مواجهة ورق مشبع بالبارافين ويتحرك سريعًا؛ حيث تقوم الاهتزازات الناتجة عن الصوت بالنقر على الورق. ثم قام إديسون بعد ذلك باستبدال الورق بأسطوانة معدنية ملفوف حولها ورق من القصدير. واحتوت تلك الماكينة على وحدتين تتكون كل منهما من قرص وإبرة؛ واحدة للتسجيل وواحدة للإعادة؛ فعندما يقوم شخص ما بالتكلم في سماعة التليفون، يتم نقر اهتزازات الصوت على الأسطوانة بواسطة إبرة التسجيل على شكل مخطط رأسي محفور.
وعلى إثر تسجيل براءة اختراع الفونوغراف، تم الإعلان عن الاختراع في عدة صحف ومجلات بالولايات المتحدة الأمريكية. وتأسست شركة إديسون لصناعة الفونوغراف 1878 لتسويق الجهاز الجديد عن طريق عرضه للجمهور. وفي البداية، لاقت الماكينة نجاحًا ساحقًا إلا أنه لم يتمكن من تشغيلها سوى المتخصصين، كما أن رقاقة القصدير كانت تنتهي بعد بضعة إعادات.
وكعادته العملية والتطلعية، قام إديسون بوضع استخدامات مستقبلية محتملة لاختراعه مثل إنتاج الموسيقى، وتدريس فن النطق، بالإضافة لاستخدامات تعليمية أخرى كتسجيل شرح المدرس حتى يتمكن الطالب من الرجوع إليه في أي وقت يريده.
وعندما انشغل إديسون باختراع اللمبة الكهربائية تاركًا الفونوغراف، قام آخرون بتطويره. ففي عام 1880، فاز ألكسندر جراهام بيل بجائزة فولتا لاختراعه للتليفون، فأنشأ معملاً للتعمق في البحوث الكهربية والصوتية مستخدمًا مكاسبه، وذلك بالاشتراك مع ابن عمه تشيشتسر بيل، وهو مهندس كيميائي، وتشارلز سمر تاينتر، وهو عالم وصانع آلات.
فقاموا بإدخال بعض التعديلات على اختراع إديسون كاستخدام الشمع بدلاً من رقاقة القصدير، واستخدام قلم متحرك بدلاً من الإبرة الثابتة، والذي يقوم بدوره بشق الأسطوانة بدلاً من نقرها. وتم تسجيل براءة اختراع الماكينة المتطورة لتشيشتسر وتاينتر في 1886. وتم عرض الماكينة المتطورة للجمهور تحت اسم الجرافوفون.
وفي 1888، قام إديسون بتقديم الفونوغراف المتقدم، تاليًا ذلك بتقديم الفونوغراف المتكامل. أما الفونوغراف الخاص بالحفلات الموسيقية فتميز بصوت أقوى؛ حيث كان يحتوي على أسطوانة أكبر، وقد قُدِّم في 1899.
كما تم تقديم فونوغراف تجاري آخر في عام 1905 وهو مشابه للفونوغراف العادي ولكن به بعض التعديلات في الناسخ والمغزل. وكان يصعب تشغيل الفونوغرافات الأولى؛ حيث كانت هشة وبالتالي سهلة التهشيم. وبالرغم من إدخال الكثير من التعديلات على الماكينة على مر السنين، فإن تكلفتها ظلت عالية عن الدكتافونات المتداولة رخيصة الثمن.
ولم يتم استخدام المرشحات في مكبرات الصوت حتى عام 1930، وذلك لزيادة مستوى ضغط الصوت، واستجابة التردد، وجودة الجهاز بشكل عام. ويعتبر نظام شيرار هورن للمسارح هو أول نظام صوتي بمعايير صناعية يتم استخدامه، وكان ذلك في عام 1937. ولقد استخدمت شركة مترو جولدين ماير؛ وهي شركة أمريكية لوسائل الإعلام، ذلك النظام الصوتي في إنتاج وتوزيع الأفلام والبرامج التليفزيونية.
المقال منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد الفصل الدراسي الثاني 2010/2011.