من الطبيعي أن يقوم جهاز المناعة بحماية جسمك من الأمراض والعدوى، ولكنه أحيانًا ما يحيد عن هذه الوظيفة مكونًا لأجسام مضادة ذاتية تهاجم الخلايا السليمة بدلًا من المصابة. يمكن لأمراض المناعة الذاتية أن تصيب أي جزء أو عضو في الجسم.
أسباب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية ليست معروفة حتى الآن، ولكن يفترض أنها تحدث نتيجة لعوامل بيئية وجينية؛ وقد أثبتت الأبحاث أن السيدات في سن الخصوبة هن الأكثر عرضة للإصابة بها. وعلى الرغم من أن هذه الأمراض لا تؤثر سلبًا في الخصوبة، فإن بعض الأدوية قد لا تكون آمنة الاستخدام في أثناء فترة الحمل. علاوة على ذلك، فقد تتعرض الأم أو الطفل لمخاطرة حسب المرض أو أعراضه. على سبيل المثال، السيدات اللاتي يعانين من مرض الذئبة يكن أكثر عرضة للولادة المبكرة أو ولادة طفل متوفى.
قد تؤدي بعض الأمراض المناعية إلى الإصابة بالعجز أو الوفاة. وللأسف، ليس هناك علاجات شافية متاحة لها؛ وإنما المتاح طرق علاجية مخففة للأعراض. وقد أجريت عديد من الأبحاث في هذا الصدد، وفيما يلي بعض أهم النتائج التي توصلت إليها:
- التعرض للمذيبات الموجودة في المنظفات، وطلاء الأظافر، ومخففات الدهانات يسبب الإصابة بالتصلب المجموعي.
- التدخين سبب جزئي للإصابة بنوعين من أنواع التهاب المفاصل الروماتويدي.
- يسرِّع تناول الجلوتين الموجود في الشعير، والقمح، وغيرها من الحبوب تطور مرض الاضطرابات الهضمية الذي يؤثر في الأمعاء الدقيقة، ويؤدي عادة إلى الإسهال المزمن والإرهاق.
- بعض الأمراض المناعية وراثية، مثل الذئبة الحمراء والتصلب المتعدد. وجدير بالذكر أن مختلف أفراد العائلة يمكن أن يصابوا بأنواع مختلفة من أمراض المناعة الذاتية بفعل الجينات الوراثية التي تجعلهم عرضة للإصابة بهذه الأمراض بشكل عام.
- كذلك، يصاب المنتمون بجماعات عرقية معينة بهذه الأمراض بشكل أكبر. على سبيل المثال، ذوو البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بالنوع الأولى لداء السكري، في حين يعاني اللاتينيون والأفارقة من أعراض أكثر شدة للذئبة الحمراء.
ولأن الأمراض المناعية المختلفة وغيرها من الأمراض تشترك في كثير من أعراضها، يكون تشخيصها مهمة صعبة. وهكذا، لضمان صحة التشخيص، يلزم دراسة تاريخ العائلة المرضي، وتدوين الأعراض، والذهاب لمتخصص، والأهم من ذلك أخذ رأي متخصص ثانٍ وثالث ورابع. بصفة عامة، ينصح باستشارة الطبيب فور الشك في الإصابة بمرض من أمراض المناعة الذاتية؛ فمن شأن هذا أن يضمن جودة أفضل للحياة، ويحدُّ من تطور الأعراض.
أخيرًا وليس آخرًا، من المهم جدًّا لنا جميعًا أن نكون منتبهين لتأثير أسلوب حياتنا وتاريخنا الجيني والعوامل البيئية المحيطة في صحتنا؛ حيث تنجم أمراض المناعة الذاتية عن هذه العوامل الثلاثة مجتمعة.
المراجع
www.niehs.nih.gov
www.prevention.com
www.womenshealth.gov