في وقت ما، عندما كان العالم مكانًا غامضًا لم يكشف بعد عن كثير من الأراضي التي لم تطأها قدم بشر، وذلك قديمًا جدًّا قبل إدخال نظام تحديد المواقع العالمي وخرائط جوجل، اعتمد الناس على عديد من مؤشرات تحديد الاتجاهات لترشدهم خلال سفرهم، من بينها النجوم والبوصلة. معًا، سوف نكشف لغز البوصلة، استخداماتها وتاريخها.
ما نعرفه عن البوصلة
حتى يومنا هذا، لا أحد يعرف بالضبط متى استخدمت البوصلة لأول مرة، أو من اخترعها؛ ولكن ما نعرفه هو أنها تعود إلى القرن الحادي عشر. كان الإغريق القدماء أول من اكتشف أسرار المغناطيسية وأول من عرف خصائص الحجر الممغنط بشكل طبيعي، والذي من الممكن أن يكون قد أسهم في اختراع البوصلة بعد مئات السنين. ويشير البعض إلى أن الصينيين هم أول من استخدم البوصلة، يليهم الأوروبيون. مع ذلك، يزعم باحثون آخرون أن العرب والأوروبيين والصينيين استخدموا البوصلة في الوقت نفسه تقريبًا، وأن هذا الاختراع قد وصل إليهم من خلال التجارة.
أنواع البوصلات
من أشهر البوصلات البوصلة المغناطيسية؛ فهي نموذج قديم الطراز، مصنوعة من مؤشر ممغنط وقطعة من الخشب أو الفلين. يتم تثبيت المؤشر في الخشب وتوضع في وعاء من المياه. في البداية، سوف يدور المؤشر ثم يتوقف بمحاذاة المجال المغناطيسي للأرض، حيث يشير أحد أطراف المؤشر إلى الشمال في حين يشير الطرف الآخر إلى الجنوب. ومما لا شك فيه أن النماذج الحديثة من البوصلات أكثر تطورًا وتعقيدًا.
هناك نوع آخر أقل شيوعًا وهو البوصلة الجيروسكوبية (البوصلة الكهربية)، التي تحتوي على عجلة دوارة حيث يتفاعل دورانها مع دوران الأرض، وتشير إلى قطبي الكرة الأرضية. وهناك أيضًا البوصلة الشمسية التي تستخدم موقع الشمس لتحديد المحامل، وتعمل مثل الساعة الشمسية.
هل يمكن الاعتماد على البوصلة؟
كانت البوصلات تُستخدم في البداية عندما كانت طرق تحديد الاتجاهات التقليدية المعتمدة على الشمس أو النجوم غير متاحة. ومع ذلك، عندما بدأ المسافرون يفهمون البوصلات وعندما أصبحت هذه الأجهزة جديرة بالثقة، أصبح استخدام البوصلات أكثر شيوعًا. لفهم مدى إمكانية الاعتماد على البوصلات المغناطيسية، علينا أن نسلط الضوء على الاختلاف بين الشمال المغناطيسي والشمال الجغرافي.
أما الشمال الجغرافي، فهو نقطة التقاء خطوط الطول بالقطب الشمالي للكرة الأرضية؛ فمن ثم القطب الشمالي هو الشمال الجغرافي. وأما الشمال المغناطيسي، فهو نقطة التقاء خطوط الجذب، وهو مرتبط بالمجال المغناطيسي للكرة الأرضية. يشير الشمال المغناطيسي إلى جزيرة إليزمير التي تقع شمالي كندا؛ ويشير المؤشر الممغنط دائمًا إلى الشمال المغناطيسي. واليوم، الفرق بين الشمال المغناطيسي والشمال الجغرافي هو 500 كيلو متر. ومن ثم، عند استخدام البوصلة، يجب وضع درجة الانحراف بينهما في الاعتبار.
الآن، قبل النظر إلى البوصلة والتفكير في مدى بساطتها مقارنة مع نظام تحديد المواقع، فكر في أهميتها بالنسبة إلى البحارة القدماء والمغامرين والمستكشفين العظماء. شكرًا للبوصلة التي لولاها لم يكن ليتمكن ماجلان وكريستوفر كلومبس من الإبحار في المحيطات الواسعة لاستكشاف أراضٍ جديدة.
المراجع
nationalgeographic.org
theinstitute.ieee.org
tandfonline.com
gisgeography.com
prezi.com