ماذا نرتدي؟ هذا هو السؤال الذي يؤرق كل شخص - لسبب أو لآخر - بغض النظر عن عمره، أو ثقافته، أو خلفيته، أو ثروته، أو عدم وجودها، ولا يتعلق هذا الأمر بصيحات الموضة بالضرورة؛ بل أحيانًا يكون مسألة حياة أو موت!
فمن المهم أن تكون على علم بما يجب ارتداؤه في الصيف؛ لكي تبقى منتعشًا ومستريحًا، ولتستمتع بصحة جيدة. وهناك العديد من العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند اختيارك لملابسك في الصيف؛ ومنها على سبيل المثال: نوع النسيج الذي ترتديه، ولون الملابس، بالإضافة إلى تصميمها. هنا بعض النصائح التي تساعدك على الاستمتاع بأيام الصيف الحارة بصحة جيدة.
بدءًا بتصميمات الملابس، فمن الممكن أن تنشأ ظروف غير صحية خطيرة عندما يفقد الجسم القدرة على تبريد نفسه أثناء فترات الحر الشديد وخاصة في المناخ الرطب؛ حيث يتبخر العرق ببطء ولا يستطيع الجسم تبريد ذاته بالسرعة اللازمة، فقد يستغرق الجسم من أربعة إلى سبعة أيام لكي يتكيف مع الحرارة الشديدة. والتعرق هو آلية الجسم الطبيعية للتبريد الذاتي، وارتداء الملابس الفضفاضة يسمح للجلد بأن يتنفس ويُسَهِّل من عملية التعرق، في حين تُقَيِّد الملابس الضيقة تداول الهواء وتحتفظ بسخونة الجسم.
وبالنسبة لأقمشة الملابس، فهناك مجموعة محدودة من الأقمشة المريحة؛ فيجب أن تكون تلك الأقمشة خفيفة، كما يجب أن تكون لديها القدرة على امتصاص الرطوبة من الجسم؛ حيث إن تجمع العرق لا يُشعر المرء بعدم الراحة فحسب، بل إنه غير صحي أيضًا.
ويفضل استخدام المواد الطبيعية مثل القطن، والحرير، والكتان؛ حيث إنها لا تلتصق بالجسم وتسمح للجلد بالتنفس بصورة صحيحة، كما أنها تُشعرك بالراحة. وهناك أقمشة أخرى يمكن أن تكون فعَّالة في المناخ الحار؛ فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن أقمشة الملابس الرياضية أقمشة صناعية؛ فإنها جيدة في فتل العرق، وعلى العكس من ذلك؛ فالبوليستر غير مناسب بالمرة للمناخ الحار.
ولعل النسيج المثالي للارتداء في الصيف هو القطن؛ ومن أسباب ذلك أنه يسمح بمرور الهواء، وهي الخاصية التي تحافظ على الجسم باردًا. كما يمتص القطن العرق ولا يسمح له بأن يتراكم؛ فبعد امتصاص العرق، يسمح القطن للرطوبة بأن تتبخر في الهواء؛ فيبقى الجلد جافًّا وقادرًا على التنفس، الأمر الذي يحافظ على استقرار درجة حرارة الجسم. ومن ناحية أخرى، فإن القطن من المواد الأقل إثارة لردود الأفعال التحسسية، على عكس أقمشة معينة قد يتحسس منها الجلد، وقد تؤدي إلى الطفح الجلدي؛ ولهذا السبب يستخدم القطن في المسحات والضمادات الطبية.
والقطن معروف أيضًا بكونه مادة محايدة غير إستاتيكية، فهو نسيج مريح للغاية وسهل الاستعمال؛ حيث إنه لا يحتاج إلى عناية خاصة ويمكن غسله وتجفيفه بكل سهولة. وبفضل متانته، يمكن غسله مرارًا وتكرارًا دون إلحاق الضرر بمظهره.
وللون الملابس أيضًا تأثير كبيرعلى جسم الإنسان؛ فكلما زادت الحرارة الممتصة، كلما زادت سخونة الملابس وشعر المرء بالحرارة. فيفضل استخدام الأقمشة ذات الألوان الفاتحة؛ لأنها تميل إلى أن تعكس الحرارة بدلاً من أن تمتصها، فتحافظ على الجسم باردًا نسبيًّا. وعلى عكس ذلك، تمتص الأقمشة ذات الألوان الداكنة الضوء.
كما أن هناك إستراتيجيات أخرى جيدة للتعامل مع المناخ الحار؛ فعلى سبيل المثال، يجب تغطية الجلد بدلاً من تعريضه للمناخ اعتقادًا في أن ذلك يساعد على تهويته. فعلى العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حروق شمسية مؤلمة؛ ولذلك يجب تغطية الجلد بالأقمشة التي تسمح بالتهوية.
كذلك، يجب ارتداء الصنادل المفتوحة؛ حتى لا تتعرق قدماك، ومن المستحسن أيضًا استخدام قبعة عريضة الحواف؛ لتظلل رأسك ووجهك، وتحمي شعرك من الأشعة فوق البنفسجية الضارة مع إبقائك في درجة حرارة معتدلة.
خلاصة القول، فإن الملابس الفضفاضة الخفيفة ذات الألوان الفاتحة هي الخيار الأمثل للطقس الحار. فعندما يزحف مؤشر الحرارة نحو الارتفاع، اختر القطن أو الكتان، واختر الألوان الهادئة. فإذا قمت باختيار ملابس ثقيلة وداكنة، توقع أن تشعر بالحرارة واللزوجة؛ فكلما كان اللون داكنًا، كلما شعرت بعدم الراحة والسخونة. ألا قد تم تحذيرك؛ فاحترس!
المقال منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد صيف 2012.
المراجع
ezinearticles.com
ehow.com
indiastudychannel.com
4information.com