© Watter Al Bahary
كل منا يؤدي عملًا ما يؤثر في المجتمع بصور مختلفة؛ فعلى سبيل المثال، هناك من يعالج الناس أو يعلمهم، أو ببساطة يساعد الآخرين على فهم العالم من حولهم. ولكن، هل فكرت يومًا كيف قد يبدو الأمر إن كنت تعمل في وظيفة هدفها الأساسي حماية الطبيعة والحفاظ عليها؟
في عالمنا دائم التغير، من الضروري تقليل الفجوة بين الأفراد والطبيعة؛ وذلك باستخدام البحوث العلمية الصحيحة لصالح مجتمعاتنا والأجيال القادمة أيضًا. لنلقِ الضوء إذن على إحدى المبادرات الناشئة التي تعمل على خدمة الطبيعة في مصر؛ وهي الجمعية المصرية لحماية البيئة )Nature Conservation Egypt (NCE.
تأسست الجمعية عام 2005 على أيدي مجموعة من الخبراء الرائدين في مجال حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي. وهي منظمة مصرية غير حكومية تهتم بحماية تراث مصر الطبيعي وتشجع على الاستخدام المستدام له من خلال عدد من البرامج. تهدف برامج الجمعية إلى الوصول إلى الجمهور المصري ونشر معلومات عن الحماية؛ وذلك من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات بمختلف المراكز الثقافية إلى جانب تنظيم جولات لمراقبة الطيور في المدينة. والآن، لنطلع على بعض هذه البرامج.
الطاقة والطبيعة
© Ahmed Waheed
عندما يتعلق الأمر بالطاقة المتجددة والتنوع الحيوي، فللجمعية دور حاسم في العمل على فهم تأثير تلك المشروعات في الحياة البرية؛ ومن ثم، بذل الجهد من أجل الحفاظ على الطبيعة. على سبيل المثال، يهتم البرنامج بمشروع الطيور المهاجرة الحوامة الواقع على ساحل البحر الأحمر في مصر؛ حيث يُعد ثاني أهم مسارات هجرة الطيور الحوامة في العالم. ويتمثل دور الجمعية المصرية لحماية البيئة في التأكد من أن مشروعات الطاقة تأخذ في الاعتبار الحياة البرية ومسارات هجرة الطيور دون أن تشكل تهديدًا عليها.
الطبيعة والسياحة
© Watter Al Bahary
تعمل الجمعية المصرية لحماية الطبيعة أيضًا على تشجيع السياحة المسئولة؛ فالسياحة من أهم مصادر الاقتصاد المصري والمجتمع المحلي. ومن ثَمَّ، كان من اللازم أن تقدم الجمعية المشورة لصانعي القرار حول طرق حماية الطبيعة من الدمار الناجم عن توسُّع البنية التحتية. وبذلك تعمل الجمعية على جلب النفع إلى كلٍّ من المجتمع المحلي والطبيعة أيضًا.
الصيد غير القانوني
© Bassim Rabea
يُعد من أهم المشروعات التي تقوم بها الجمعية في إطار برنامج الصيد المسئول مشروع «تقليل القتل غير المشروع للطيور على طول ساحل البحر المتوسط في مصر». فكل عام، تحلق ملايين الطيور في أثناء هجرتها عبر مصر، ويقوم باصطيادها السكان المحليون لأسباب عديدة. بناءً عليه، تجري الجمعية دراسات اجتماعية واقتصادية متنوعة لفهم تأثير الصيد في معيشة السكان المحليين لسد هذه الفجوة. كذلك تقيم حملات توعوية تهدف إلى تثقيف السكان المحليين حول مخاطر القتل غير القانوني، وما يشكله من تهديد وخلل في التوازن البيئي.
ومن خلال مكتبها الواقع في قلب القاهرة، تقوم الجمعية المصرية لحماية البيئة بكل هذه الأنشطة؛ سواء كانت بهدف التوعية، أو الحماية، أو تنظيم جولات لمراقبة الطيور. تحاول الجمعية ملء الفجوة التي نشأت بين الطبيعة والاحتياجات البشرية؛ إذ تترك أبوابها مفتوحة دومًا لطرح أي أسئلة وأفكار، فشعارها على موقعها الإلكتروني يعبر عن اعتقادها في أن «الطبيعة ليست مكانًا نزوره؛ إنما هي بيتنا».
المرجع
natureegypt.org