يتشابه التعليم الابتدائي في معظم مناطق العالم؛ فهو يتبع نمطًا واحدًا معروفًا: الأبجدية، والعدُّ، والحساب، وبعض المعلومات العامة حول الطبيعة، وجسم الإنسان، وبعض مفاهيم الكيمياء والفيزياء الأساسية. وعلى الرغم من احتياجنا لمعرفة تلك المعلومات والمهارات التي نتعلمها في المدرسة، فوجهة نظري أن ذلك النظام قديم للغاية بما لا يتناسب مع العصر الحالي. فمثلاً، يوجد عديد من المعلومات المضللة التي نتلقاها دون التفكير في صحتها أو أصلها.
ينبغي شرب ثمانية أكواب من المياه يوميًّا
هذا ما أخبرونا به في المدرسة كما لو أنها معلومة صحيحة علميًّا: "ينبغي أن تشرب لترين من الماء يوميًّا وإلا فستصبح في مأزق!" حسنًا، فالأمر لا يسير على هذا المنوال؛ فينبغي أن تشرب عندما تشعر بالعطش فقط. فإذا لم تشعر بالعطش، فلا تشرب المياه؛ لأن ما سيحدث هو أنك ستخرجها في صورة بول في نهاية المطاف.
إذًا كيف ظهرت تلك الخرافة؟ حسنًا، فقد بدأ كل هذا الزخم من دراسة نشرها مجلس الغذاء والتغذية الأمريكي في عام 1945، والتي نصت على احتياجنا لحوالي لترين ونصف يوميًّا. ولكن، ما لم ينشره مروجو الخرافة هو أن الدراسة نصت على أن معظم المياه توجد في الأصل في الطعام الذي نتناوله. علاوة على ذلك، تستفيد شركات تعبئة المياه من هذه الخرافة؛ لأنها تساعدها على زيادة مبيعاتها. ما عجز الجميع عن ذكره هو أن كمية المياه التي يجب تناولها غير محددة؛ فالأمر يتوقف على مدى شعورك بالعطش فقط!
كريستوفر كولومبس هو من اكتشف أن الأرض كروية
كان كريستوفر كولومبس مستكشفًا أبحر غربًا من إسبانيا؛ فاكتشف العالم الجديد، ونسب هذا الاكتشاف إليه صحيحًا؛ إلا أنه ينسب إليه خطأً اكتشاف كروية الأرض.
وقد اعتقد الناس في كروية الأرض لمئات السنين. فقد اقترح أرسطو ذلك، ثم قام إيراتوستينس بقياس محيط الكرة الأرضية؛ حتى إن الرومان اقترحوا الإبحار غربًا لاكتشاف الهند قبل مئات السنين من اكتشاف كولومبس ذلك. وعندما اقترح كولومبس ذلك الأمر، أرجع السبب إلى أن الإبحار شرقًا مهمة صعبة؛ حيث ينبغي المرور من إفريقيا للوصول إلى هناك. وقد رُفِض اقتراحه في بادئ الأمر، ولكن لم يكن السبب هو اعتقاد الناس أن الأرض مسطحة. فقد كانوا يعلمون أن الأرض كروية، ولكن الحسابات التي قام بها الناس حينذاك توقعت اضطراره للإبحار بعيدًا جدًّا غربًا؛ فظنوا أنها مسافة كبيرة جدًّا لعبورها.
التفاحة سقطت على رأس نيوتن
النسخة الشهيرة من تلك القصة هي: "كان نيوتن يجلس تحت شجرة تفاح عندما سقطت واحدة على رأسه؛ من ثَمَّ جاءته لحظة الوحي التي اكتشف فيها وجود الجاذبية، والتي وضع بسببها نظرياته". والحقيقة ليست بعيدة كثيرًا عن تلك الرواية، وهو الأمر الذي يجعلها صحيحة إلى حدٍّ ما! فقد سرد نيوتن نفسه قصة جلوسه تحت شجرة تفاح عندما أتته فكرة نظرية الجاذبية. ولكن التفاحة لم تسقط على رأسه؛ فيمكن أنه قد رأى تفاحة تسقط من الشجرة ليس أكثر. كما أنه استغرق سنوات عديدة لإرساء نظرية الجاذبية قبل نشرها؛ فهي لم تكن لحظة وحي فورية كما تزعم القصص.
.jpg)
فان جوخ قطع أذنه
هذا هو تقريبًا الشيء الوحيد الذي أتذكره من حصص الرسم؛ فأنا لست فنانًا، ولكنني أهتم بالفن وتاريخه. وبينما دارت حصص الرسم عادةً حول جودة رسوم الطلاب – الأمر الذي صاحبه شعوري بالإحراج عند تسلمي علاماتي السيئة –لم ندرس تاريخ الفن. ومع ذلك، فكثير من المعلمين كانوا يميلون لسرد قصة فان جوخ.
والقصة كالتالي: "كان فان جوخ فنانًا متميزًا، ولكنه كان مجنونًا بعض الشيء. وقد اشتبك يومًا ما مع صديق له يُدعى جوجان؛ حيث كان يحمل شفرة قطع بها أذنه ليقدمها كهدية لمحبوبته في وقت لاحق تلك الليلة." يا له من مجنون! أكان كذلك حقًا؟
اقترحت مؤخرًا أبحاث مؤرخين ألمانيين عدم صحة تلك القصة؛ فيبدو أن فان جوخ لم يقم بقطع أذنه، بل فعل ذلك صديقه جوجان عن طريق الخطأ، وقد كان جوجان مبارزًا ماهرًا. ومن المحتمل أن يكون فان جوخ قد اختلق القصة بأكملها لحماية صديقه.
أصل كلمة أخبار بالإنجليزية "News"
قصة أخرى من المرجح أن معلميك قد أخبروك بها: "هل تعلم أصل كلمة أخبار (news)؟ حسنًا، هي دمج لأول حروف من الكلمات التالية: شَمَال (North)، وجنوب (South)، وشرق (East)، وغرب (West)، وذلك لأن الأخبار تأتي من كل بقاع الأرض!" فإذا قمت ببحث بسيط على شبكة الإنترنت عن "أصل كلمة أخبار" فستظهر لك النتيجة التالية: "إنجليزي متوسط متأخر: جمع كلمة "نيو" (new)، وهي ترجمة كلمة "نوفال" (noveles) الفرنسية القديمة، أو كلمة "نوفا" (nova) اللاتينية من العصور الوسطى، وتعني الأشياء الجديدة." وهذه هي القصة بمنتهى البساطة.
في هذه الأيام وهذا العصر، أي خبر، أو رابط، أو صورة نراها يجب أن نتقصى عن أصلها؛ لأن كثيرًا من المعلومات مغلوطة، والمثل يسري على ما تعلمناه في المدرسة أيضًا.
المراجع
todayifoundout.com
cracked.com
nytimes.com
google.com.eg
dailymail.co.uk
scientificamerican.com