تناولنا في المقال الأول أهمية وقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ولكن ماذا سيحدث إذا لم نفعل؟ سوف تستمر درجات الحرارة العالمية في الارتفاع بمعدل يتراوح بين 2 و4.5 درجات مئوية على الأقل خلال هذا القرن؛ وستصل درجات الحرارة إلى ذروتها على الأرض، خاصة في الأجزاء الداخلية من القارات والمناطق القطبية. ومع مزيد من الطاقة الحرارية وبخار الماء في الغلاف الجوي، ستصل جميع أشكال الطقس والمناخ لأقصى معدلاتها:
- ربما تصبح العواصف والأعاصير أكثر شدة وأكثر تكرارًا، وستصبح المناطق الرطبة أكثر رطوبة والمناطق الجافة أكثر جفافًا.
- الجفاف، الذي أصبح بالفعل أكثر تكرارًا، سوف يشتد ويمتد ليشمل مناطق جديدة مثل البحر المتوسط والشرق الأوسط ووسط آسيا وجنوب إفريقيا، ومن المتوقع انخفاض نسبة هطول الأمطار على كل تلك المناطق.
- سوف يعمل ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية على ارتفاع منسوب مياه البحر.
ووفقًا لمجموعة من التحليلات الخاصة بالمناخ، يمكننا توقُّع ارتفاع منسوب مياه البحار أكثر من متر بحلول عام 2100، وهو ما يكفي لتشريد 100 مليون إنسان على الأقل في آسيا و14 مليون في أوروبا و8 ملايين في كل من إفريقيا وأمريكا الجنوبية. وعلى الرغم من ذلك، فإن ارتفاع منسوب مياه البحر لن يتوقف بحلول عام 2100؛ فتلك قد لا تكون إلا مجرد البداية.
ما عواقب ذلك؟
يلعب المناخ دورًا كبيرًا في النظام البيئي لكوكبنا، فيكون لأبسط التغيرات آثار كبيرة ومعقدة على البشر والطبيعة بطرق لا حصر لها، كما أنها تزيد من المخاطر الموجودة بالفعل.
فيشهد العالم طقسًا متقلبًا وغير متوقع على الإطلاق، بما يتبع ذلك من عواقب وخيمة مثل الموجات الحرارية والجفاف والفيضانات والأعاصير المدارية.
كذلك تعد الأنهار الجليدية في خطر؛ فقد تكونت منذ قديم الأزل نتيجة لزحف الجليد المضغوط خلال الطبيعة، مُشكِّلاً سطح الكرة الأرضية. وتعتبر الأنهار الجليدية أكبر مخزن للمياه العذبة على سطح الأرض، وهي تغطي مساحة من الكرة الأرضية تعادل مساحة أمريكا الجنوبية.
وقد تقلصت مساحة الأنهار الجليدية حول العالم منذ انتهاء العصر الجليدي الصغير (حوالي عام 1850)؛ وهي فترة باردة جاءت بعد حقبة من الدفء امتدت من القرن اﻠسادس عشر وحتى القرن اﻠتاسع عشر؛ عرفت باسم الحقبة القروسطية الدافئة. ولكن خلال العقود الأخيرة، بدأت تلك الأنهار في الذوبان بمعدلات تفوق الخيال.
خلال القرن القادم، سوف يُزيد التغير المناخي من معدل ذوبان الأنهار الجليدية، مما سيؤدي إلى حدوث فيضانات ونقص بالمياه. ومع ارتفاع منسوب مياه البحار، سيتم تدمير المجتمعات الساحلية.
إلى جانب المخاطر السابقة، هناك عواقب وخيمة للتغير المناخي ومنها أن القارتان القطبيتان في طريقهما للاختفاء، وتبييض الشعاب المرجانية، وتهديد الفصائل المختلفة بالانقراض وأيضًا مستقبل إمدادات المياه وجودتها والمحاصيل الزراعية، والضرر بصحة الإنسان؛ وتلك الموضوعات سوف نتناولها في مقالات لاحقة.
وهكذا، نجد أن ظاهرة الاحتباس الحراري لم تطرأ بين عشية وضحاها، فإلى أي مدى سنتركها في الاستمرار؟ انتظروا الجزء الأخير من هذه السلسلة والذي نتناول فيه كيف تكون إيجابيًّا.
المراجع
panda.org
powerscorecard.org
www.wikipedia.com
*مأخوذ عن الموقع الإلكتروني الرسمي للصندوق العالمي للطبيعة (WWF).
**المقال منشور بنشرة مركز القبة السماوية، عدد صيف 2010.