مع اتساعها الكبير تتسم الأرض بتضاريس جغرافية متنوعة. فكل جزء له صفات مميزة؛ فبعضها جبلي، وبعضها تلِّي، وبعضها بارد، وبعضها حارٌّ، وبعضها ماطر، وبعضها جافٌّ.
وقد تكون الظروف قاسية لهؤلاء الذين يقطنون الأماكن الجافة؛ حيث إن المياه جوهر الحياة. وليست جميع الأماكن الجافة جافة لأسباب طبيعية، فبشكل متزايد أصبح عديد من الأماكن التي كانت غزيرة الأمطار يعاني من فترات جفاف طويلة.
ويحاول البشر – كونهم بشرًا – حل هذه المشكلات بأفضل طريقة ممكنة. وعلى الرغم من أنه لم يكن ليتخيل أن يكون للبشر يد في تغيير حالة الطقس، فإنه بإمكان الباحثين – مسلحين بالمعرفة العلمية – أن يجدوا طرقًا لحل المشكلات المناخية من خلال عمليات تغيير الطقس. وهكذا، فدعونا نتساءل: كيف يمكن أن تمطر دون أن تفرغ السحب حمولتها؟ الإجابة هي استمطار السحب.
تم استخدام تقنية استمطار السحب في مناطق عديدة حول العالم. على سبيل المثال، فإنها تستخدم في الإمارات العربية المتحدة منذ عشر سنوات، غير أن ذلك لا ينفي وجودها قبل ذلك.
وضع الكيميائي الأمريكي فنسنت شايفر مبادئ استمطار السحب في 1946. ومنذ ذلك الوقت تطورت إلى تقنية تساعد في عديد من الحالات.
فتستخدم بعض البلدان استمطار السحب عندما تعاني من الجفاف، أو لتحسين البيئات الزراعية؛ مثلًا لجعل السحب تفرغ أمطارها قبل وصولها إلى المنطقة المزروعة؛ تفاديًا لتلف المحاصيل. ومن الممكن أن تخفف الأمطار الاصطناعية من وطأة تلوث الهواء؛ ففي الصين، يكون الضباب ملوثًا بفعل العوادم؛ وفي إندونيسيا يتلوث من جراء حرائق الغابات. وهكذا تستطيع الحكومات استخدام هذه التقنية لتحسين جودة الهواء؛ حيث يكون أكثر نقاءً بعد هطول الأمطار.
المادة الكيميائية الأكثر استخدامًا في هذه التقنية هي يوديد الفضة، والذي يتم رشه بالطائرات داخل السحب. تنجذب المياه إلى هذه المادة وتتحد معها، مما ينتج عنه قطرات كبيرة بدرجة تجعلها تسقط. كما يستخدم الثلج الجاف بدلًا منها أحيانًا.
غير أنه لا يتفق جميع العلماء على التأثيرات التابعة لاستمطار السحب؛ فيعتقد بعضهم أن لاستخدام يوديد الفضة تأثيرات مؤذية في حين يعارض بعضهم الآخر. فيرى الفريق الأول أن استمرار استخدام هذه التقنية فوق منطقة ما لفترات طويلة سيتسبب في تراكم الفضة على الأرض، ومن ثَمَّ امتصاصه داخل النظام البيئي، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى التأثير سلبيًّا على البشر.
إن كنت مهتمًّا بمعرفة كيفية عمل تلك التقنية، فشاهد الفيديو التالي:
المراجع
scientificamerican.com
bbc.com
humantouchofchemistry.com