خلال الأيام الأولى للحواسب الآلية كان مهندسو النظم إن أرادوا إصلاح شيء طالعوا كتيب التشغيل وبدأوا في إزالة الجسم المعدني الخارجي، وإصلاح إحدى التوصيلات على اللوح الإلكتروني أو غيره من مكونات الجهاز.
وفقًا لكيلي واينز جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات – عضو جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) والمدير التنفيذي لشركة iFixit، وهي شركة خاصة تقوم بنشر كل الكتيبات الخاصة بإصلاح الأجهزة الإلكترونية على شبكة الإنترنت – سيتمكن المطورون من إحداث فرق كبير إن قاموا بإدخال بعض التغييرات الطفيفة. بغض النظر عن حجم المنتجات، يستطيع المصنعون تعديل عديد من الأشياء في التصميم لتحسين منتجاتهم؛ مثل استخدام الأجسام القابلة للفتح، والثبيت بالمسامير القلاووظ بدلًا من اللصق، وتسهيل الوصول إلى الأجزاء الأكثر قابلية للكسر مثل الشاشات، وزيادة قابلية الهواتف المحمولة للإصلاح وإطالة عمرها الافتراضي؛ ليس لتبقى وقتًا أطول فحسب، بل تشجيعًا لمستقبل أكثر صداقة للبيئة.
فاتخاذ خطوات نحو تصنيع هواتف نقالة أكثر قابلية للصيانة – لن يكون للمصنعين تأثيرًا إيجابيًّا على البيئة فحسب، بل سيحسن ذلك من صورتهم؛ حيث إن دورة تحديث الهواتف النقالة تبدو كأنها تمثل جزءًا كبيرًا من أرباحهم.
فالتخلص من الهواتف المحمولة وإلقاؤها في سلة المهملات من شأنه أن يلوِّث مقالب النفايات والمياه الجوفية بعديد من المواد السامة. فالهواتف المحمولة وبطارياتها تحتوي على مادة الزرنيخ، التي تتسرب إلى البيئة بعد التخلص من هذه المعدات، مؤدية بعد ذلك إلى وفيات سريعة نسبيًّا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض بطاريات الهواتف المحمولة تحتوي على مادة الرصاص داخل لوحاتها الإلكترونية المطبوعة لتقليل نقطة انصهار اللحامات. ويؤثر تلوث البيئة بمادة الرصاص سلبيًّا على النباتات، والحيوانات، والإنسان؛ فمن شأنه أن يتلف الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي السطحي، كما يؤثر على الكليتين والجهاز الدوري.
وتحتوي معظم الهواتف المحمولة على مادة الزئبق، التي سرعان ما تجد طريقها إلى المجاري المائية مسببة تلف المخ عند تناولها. كما تؤدي مثبطات الاشتعال المثبتة على اللوحات الإلكترونية، وكابلات الهواتف، وأجسامها – إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان. وبمجرد انطلاق هذه المثبطات من قواعدها فإنها تتركز في السلسلة الغذائية مدمرة الجهاز الهضمي والليمفاوي.
وعلى الرغم من انخفاض معدلات الكادميوم في صناعة الهواتف المحمولة؛ حيث استبدلت البطاريات الحديثة بالبطاريات التي تعتمد عليه، فغالبًا ما تحتوي أشباه الموصلات، والمقاومات، ومجسات الأشعة تحت الحمراء على هذه المادة. ومن الممكن أن تسفر جرعات قليلة من الكادميوم مثل 10 جرامات عن أعراض التسمم بالكادميوم؛ مثل: الاختناق، والقيء، وآلام المعدة، وأن تؤدي الجرعات الأعلى إلى الوفاة.
ومن ثَمَّ، فإن فكرة تصنيع هواتف محمولة تعيش لفترة أطول لفكرةٌ رائعة. وطرحت مفوضية الاتصالات الفيدرالية فكرة أن يتمكن المستخدمون من تحويل الناقل من GSM إلى 3G و LTE المعروفة أيضًا بـ 4G، وذلك بدون الحاجة إلى شراء هاتف جديد. فمن شأن ذلك أن يوفِّر النقود ويحمي البيئة؛ حيث سيمنع ذلك – أو يؤخر على الأقل – من إلقاء عديد من الأجهزة في سلال المهملات.
المراجع
mashable.com
technewsdaily.com
ifixit.com