يعد التغير المناخي العالمي أحد أهم المشكلات الدولية في القرن الواحد والعشرين؛ فيدق الارتفاع المتزايد في ديناميكية الكوارث الطبيعية الذي شهدته العقود الأخيرة ناقوس الخطر. فاليوم، نواجه خطرًا محدقًا يتمثل في سوء فهم جميع العوامل ومعدلات تأثير مختلف العمليات الكونية والجيولوجية على التغير المناخي العالمي والاستخفاف بها.
في نهايات القرن العشرين قدم بعض العلماء مجموعة من الفرضيات والنظريات حول التغير التدريجي للمناخ؛ إلا أن الأمور لم تجرِ في الواقع مثلما كان متوقعًا. وبالتحليل الدقيق للكوارث الطبيعية والظواهر المناخية القاسية الآخذة في التزايد حول العالم، وكذلك العوامل الإحصائية للمعايير الكونية والجيوفيزيائية في الأعوام الأخيرة، فإننا نجد ميلًا مقلقًا نحو تزايد معدلاتها في فترة زمنية قصيرة.
إذا كان علماء الماضي قد توصلوا إلى تلك الاستنتاجات بناءً على أبحاث وملحوظات قائمة على الوسائل والموارد التقنية المحدودة المتوفرة في ذلك الوقت، فإننا اليوم نمتلك نطاقًا أكبر بكثير من الاحتمالات العلمية. فالأبحاث الحديثة في مجال فيزياء الجسيمات الأساسية وفيزياء النيوترينو الفلكية التي أجرتها مجموعة من علماء «حركة ألاترا الدولية الشعبية» تقدم لنا فرص متزايدة للبحث النظري والتطبيقي المتقدم.
فلقد عَلَّمَنا التاريخ أن عدم اتفاق المجتمع البشري على الأسس الأخلاقية وعدم اتحاد الشعوب دوليًّا وإقليميًّا استعدادًا للكوارث الطبيعية الجسيمة يؤدي إلى دمار معظم هذه الشعوب. والاستعداد المسبق واتحاد الشعوب قبل وقوع الكوارث الطبيعية هو الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يعطي البشرية فرصًا للبقاء والتغلب على الصعاب في حقبة من التغير المناخي على الكوكب.
كذلك تقدِّم التطورات الجديدة في مجال الهندسة المناخية فرصًا كبيرة لنشاط علمي أوسع في هذا الاتجاه؛ حيث تسمح بمراقبة المناخ، وتحديد مسار الأحداث المرتبطة بتغير المناخ بناءً على التحليلات متعددة العوامل، وكذلك تحديد الآليات التعويضية الطبيعية، وإطلاق الأنشطة المحلية والعامة اللازمة بهدف تغيير ظروف المناخ المتغير. والتطورات الحديثة لمجموعة ألاترا العلمية في هذا المجال تسمح اليوم بتحديد «مركز» أو «منطقة المشكلة» على الكوكب بدقة، وهو ما سيؤدي إلى تغيرات لا رجعة فيها في المستقبل القريب.
في الطبيعة يوجد عملية مستمرة من الحركة والتحول للمادة على مستويات مختلفة من هيكلها، وعلى سرعات متفاوتة، وبمراحل مختلفة، سواء فيزيائية أو غيرها من الظروف، إلخ. وقد أثبت العلم أن عدم رؤية العين المجردة لتلك التحولات لا يعني أنها لا تحدث؛ فمن الغريب أن الإنسان – هذا الكائن الحيوي – بصفته جزءًا من هذا العالم ثلاثي الأبعاد محدود الإدراك جوهريًّا، وبالتالي هو محدود في إدراكه بالواقع المحيط به.
المراجع
On the Problems and Consequences of Global Climate Change on Earth Report
Olga Andreeva, Renewable Energy Law and Policy Review Article
allatra-science.org
allatra.org/reports
intellihub.com
*المقال الأصلي منشور في مجلة كوب العلم، عدد «علوم الأرض»، ربيع 2017.