الواقع أن مناخ الأرض لم يثبت على حالٍ يومًا؛ فعلى مر ملايين السنين منذ تكوُّن الأرض وهو في تغيُّر مستمر استجابةً للظروف الطبيعية. ولكن عندما يتحدث الناس عن "تغير المناخ" اليوم، فهم يعنون التغيرات الواضحة في درجات الحرارة على مر اﻠمائة عام المنصرمة.
بدأت الاكتشافات العلمية للتغير المناخي في أوائل القرن التاسع عشر، عندما تمت ملاحظة التغيرات الطبيعية في المناخ القديم والتعرُّف على التأثير الطبيعي للصوبة الزجاجية. وعلم المناخ القديم هو دراسة التغير المناخي على مدار السنوات منذ بدء الخليقة. وتستخدم تلك الدراسة سجلات الصفائح الجليدية، وحلقات الأشجار، والرواسب، والشعاب المرجانية، والأصداف والأحجار، وذلك لتحديد حالة النظام المناخي السابق على الأرض.
يفكر العلماء مثل المحققين؛ فهم يبحثون عن مفاتيح حل اللغز التي تمكِّنهم من استيعاب المناخ بشكل أفضل، مستخدمين طرق عدة لجمع الأدلة. بدأت تلك العملية منذ زمن بعيد، ولكن الطرق قد اختلفت من الماضي إلى الحاضر. فقد قام بعض العلماء بابتكار طرق وأدوات لدراسة درجة حرارة الأرض، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس ومحطات الأرصاد الجوية؛ وما إلى ذلك. بينما استخدم البعض الآخر من العلماء وسائل أخرى أخرى كالعينات الجليدية وتحليل الرواسب، الخ.
استكشاف الماضي
- العينات الجليدية: يقوم بعض العلماء بدراسة الجليد كمفتاح لفهم المناخ. ولكن أي نوع من أنواع الجليد؟ يقوم العلماء بدراسة الجليد الذي يأتي من الأنهار الجليدية التي تكوَّنت منذ قديم الأزل. فيقومون بتقطيع أجزاء من الجليد والبحث عن فقاعات الهواء المحتبسة داخله منذ مئات السنين أو حتى آلاف السنين؛ الأمر الذي ساعدهم على اكتشاف كيف كان مناخ الأرض في الماضي. وكان السر الذي قاموا باكتشافه هو سجل تاريخي لدرجات الحرارة الإقليمية وتركيز غازات الصوبة الزجاجية، والذي يرجع تاريخه إلى 160 ألف عام مضت.
- تحليل الرواسب: الرواسب هي عبارة عن مزيج من التربة والصخور قد تراكمت في شكل طبقات على مر الزمن. وتمكننا طبقات الرواسب من معرفة أماكن الأنهار الجليدية التي كانت موجودة في الماضي. أما الرواسب المحيطية، فهي تُعَد بمثابة خريطة لأماكن تدفق التيارات المحيطية في الماضي. وتخبرنا حبوب اللقاح المتحجرة داخل طبقات الرواسب بأماكن نمو النباتات في الماضي.
- حلقات الأشجار: يمكنك التعرف على عمر الأشجار عن طريق عد حلقاتها، وذلك لنمو حلقة جديدة كل عام. وتخبرنا حلقات الأشجار أيضًا بكمية الترسيب السنوي في أماكن وجود هذه الأشجار. ويتمثَّل الترسيب في الأمطار أو الجليد أو أية مادة رطبة أخرى تسقط على سطح الأرض. ويقوم العلماء بدراسة أحجام حلقات الأشجار؛ حيث تخبرنا الأحجام المختلفة للحلقات عن التغير في درجات الحرارة وكمية الترسيب.
البحث في الحاضر
- محطات الأرصاد الجوية تساعدنا على معرفة درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية. وتستخدم تلك المحطات موازين خاصة للحرارة. ويمكنها أيضًا معرفة سرعة الرياح وكمية هطول الأمطار أثناء العواصف.
- الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس: هي أقمار تم إطلاقها في الفضاء لترسل معلومات للعلماء حول مناخ الأرض ودرجة حرارتها.
- مناطيد الطقس: هي مناطيد تطير عاليًا في الغلاف الجوي، حاملةً معدات خاصة تقوم بإرسال جميع المعلومات اللازمة عن الطقس.
- عوَّامات المحيطات: هي أجسام تطفو على سطح الماء غالبًا ما تُستخدَم لتحذير القوارب من المناطق الخطيرة في المحيط أو النهر. ولكن بعض العوَّامات تكون مزوَّدة بمعدات خاصة تمد العلماء بمعلومات عن درجات الحرارة والظروف المناخية الأخرى.
اتفق معظم العلماء على أن درجات الحرارة العالمية سوف تستمر في الارتفاع، وذلك بناء على الانبعاثات المستقبلية لغازات الصوبة الزجاجية، والتي لا تعتبر انبعاثات طبيعية ولكنها بفعل البشر. وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمعدلات كبيرة فستكون التغيرات المناخية هائلة لدرجة يصعب التعامل معها.
المراجع
butnowyouknow.wordpress.com
direct.gov.uk
epa.gov
manicore.com
news.bbc.co.uk
wikipedia.org
*المقال الأصلي منشور نشرة مركز القبة السماوية، عدد صيف 2010.