بعد إطلاق شركة آبل لهاتفها أي فون X في شهر سبتمبر 2017، أصبحت تقنية التعرف إلى الوجوه إحدى تكنولوجيات الأمن والسلامة السائدة في الوقت الحالي. ونظام التعرف إلى الوجوه نظام يستطيع كشف هوية شخص ما أو التحقق منها عن طريق صورة رقمية أو إطار فيديو من خلال عمل خرائط لوجهه. تلتقط الخرائط جميع التفاصيل التي قد لا يلاحظها البشر؛ ثم تخزن البيانات كبصمة للوجه يتم استخدامها لاحقًا للحماية. تعمل أنظمة التعرف على الوجه بشكل عام من خلال مقارنة ملامح الوجه المختارة من صورة معينة مع الوجوه داخل قاعدة البيانات. إنها عملية من أربع خطوات: رصد الوجه، واستخراج السمات المميزة، وتطابق الملامح، والتعرف إلى الوجه.
بعد فحص صورة الشخص والكشف عن كل تفاصيل الوجه، يبدأ نظام التعرف إلى الوجوه بتحليل معلومات الشخص الذي يواجه الماسح الضوئي. فيلاحظ ملامح، مثل العين، وزوايا الوجه، والمسافة بين العينين، وما إلى ذلك؛ ثم يحاول مطابقة هذه المعلومات مع تلك المخزنة سابقًا في قاعدة البيانات للتعرف إلى الشخص، ويحدث كل ذلك بسرعة.
تستخدم تقنية التعرف إلى الوجوه الآن في تطبيقات الهواتف المحمولة لحمايتها. فعندما يقوم شخص بنشر صورة ما على موقع فيسبوك دون الإشارة إلى من فيها من أشخاص، تقوم التقنية بالتعرف إلى وجوههم تلقائيًّا، وتسألك: «هل تريد الإشارة إلى...؟» ولا تقتصر التقنية على موقع فيسبوك فقط، فمعظم التطبيقات تستخدمها الآن. فمؤخرًا، قام تطبيقا سنابشات (Snapchat) وإنستجرام (Instagram) بإدخال وتطوير مرشحات (فلاتر) للوجوه؛ حيث يتعرف التطبيق إلى وجه المستخدم ويفرض مرشحات مختلفة على وجهه. يغطي المرشح الوجه من خلال الخريطة التي يقوم بإنشائها؛ ولكن عندما يتحرك رأس المستخدم قليلًا في أي اتجاه، تفقد الخريطة تكوينها (نسقها) ويختفي المرشح.
في الصين، يتم تطبيق تقنية التعرف إلى الوجوه في معظم المرافق، مثل: الحسابات البنكية، والمحال التجارية، حيث يمكن للمستخدم مسح وجهه للوصول إلى حسابه المصرفي أو بطاقة الائتمان الخاصة به. حتى إنهم وضعوا ماسحات الوجوه الضوئية في الحمامات لتتبع الأشخاص الذين يسرقون ورق التواليت. فلديهم 700 مليون وجه متعرف إليه، وهذا الرقم هو نصف تعداد الصين؛ أليس ذلك مذهلًا؟
إذا تم تطبيق تعرف الوجوه في وكالات تطبيق القانون أو في بعض التحقيقات السرية للشرطة، فقد نشاهد فيلم «الوجه المخلوع» (Face/Off) في الحقيقة؛ حيث يمكن لشخص ما تبديل وجهه مع شخص آخر للوصول إلى المعلومات المسموح بها فقط للشخص الآخر. حتى ذلك الحين، علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت جراحة تبديل الوجه ستتاح في المستقبل القريب.
المراجع
ingenia.org.uk
youtube.com