في عام 2012، استضافت العاصمة الإنجليزية لندن دورة الألعاب الأولمبية، وأحسنت المدينة استغلال هذه الفرصة باستضافة أحد أعظم الأحداث الرياضية في العالم لإحداث تغييرًا إيجابيًّا. فوضعت لندن أساس نمط حياة مستدامة باتخاذ خطوات سريعة بل جادة، كي تصبح أكثر مدن العالم «صداقة للبيئة». فوضعت معايير تخلق تغييرًا إيجابيًّا طويل الأمد يخدم البيئة والمجتمعات على حدٍّ سواء.
وبالنسبة للندن 2012، تعني «الاستدامة» أكثر من مجرد «مدينة خضراء»؛ فقد تعمقت جذور الاستدامة في طريقة التفكير والتخطيط والبناء والعمل والشراء، وحتى اللعب والتواصل الاجتماعي والسفر. وتُستَخدم الدورة الأوليمبية كحافز للتغيير من أجل تجديد وتحسين أسلوب الحياة في المملكة المتحدة. فقد تعهدت لندن بخفض انبعاثات الكربون الخاصة بها بنسبة 60٪ بحلول عام 2025، إلا أن هذا لن يحدث من تلقاء نفسه؛ فلا يمكن تحقيق الهدف إلا بسنوات من الإصرار والعمل الشاق.
وبما أن الاستدامة جزء لا يتجزأ من العطاء المقدم الخاص بأوليمبيات 2012، فقد تم اتخاذ القرارات بشأن استخدام الملاعب الموجودة بالفعل في المملكة المتحدة كلما أمكن ذلك، والاعتماد على الهياكل الدائمة التي سيكون لها استخدامات على المدى الطويل بعد الأوليمبيات، مع استخدام الهياكل المؤقتة بأقل قدر ممكن.
كما أنه قبل أن يبدأ العمل في موقع الحديقة الأوليمبية قد تم إصدار تقرير يُعرف باسم «بيان البيئة» يقوم بالتركيز على التأثيرات المهمة للمشروع على البيئة والتدابير اللازمة لإدارتها. وقد وضع التقرير بعض القضايا في عين الاعتبار مثل جودة الهواء، والضوضاء، والبيئة، وجودة المياه، والفيضانات، والنقل.
وقد تم اتخاذ التدابير اللازمة، قبل وأثناء عملية البناء، للحد من التأثيرات السلبية المحتملة على البيئة والمجتمع المحلي. ويشمل ذلك التقليل من الضجيج والغبار، وحماية الممرات المائية من آثار البناء، فضلاً عن حماية الحياة البرية عن طريق نقل الحيوانات والطيور إلى مواطن جديدة؛ كي لا تضار إثر أعمال البناء، وسوف يتم إعادتها إلى المنطقة مرة أخرى بعد انتهاء البناء.
وتستمر المسيرة
لم تكن لندن تهدف حينها إلى تحقيق حدث ناجح فحسب؛ حيث لا تنتهي المهمة ببساطة عند تلك النقطة. فمنذ المحاولة الناجحة لأولمبياد لندن 2012، يساعد التحسين المستمر إلى تحويل المدينة إلى أكثر المدن حيوية واستدامة.
المراجع
london2012.com
news.bbc.co.uk
wikipedia.org
queenelizabetholympicpark.co.uk
*المقال الأصلي منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد «الفصل الدراسي الثاني 2011/ 2012».