ما الكائن الأطول من الحوت والأكبر من الفيل؟ فطر أرميلاريا أوستوي معروف باسم فطر العسل، وهو أكبر من كلا الحيوانين، ويعد أكبر وأقدم كائن على وجه الأرض. تبلغ مساحة الفطر 3.726.563 مترًّا مربعًا من مساحة غابة مالر الوطنية بولاية أوريغون، ويبلغ عمره نحو 8650 عامًا.
والفطر ليس الجذع والغطاء الذي نراه على سطح الأرض فقط؛ فهذا ليس سوى جزء صغير فقط من شبكة تحت الأرض من المـَحَالِق تسمى الغزل الفطري. يمكن لتلك المَحَالِق أن تتغذى على التربة، أو المواد النباتية المتحللة، أو الأخشاب؛ وذلك وفقًا لنوع الفطر. يحتوي فطر العسل الهائل على مَحَالِق سوداء سميكة تسمى جذورًا نباتية، تمتد شبكاتها لأميال عبر التربة بحثًا عن الأخشاب لتقتات عليها. فيعتقد العلماء أن الجذور النباتية هي التي تجعل كائن أرميلاريا واحدًا ينمو بهذا الحجم الضخم. على السطح، يمكنك رؤية فطرين مختلفين تمامًا على بعد عدة ياردات؛ ومع ذلك، يكون لهما الجذور نفسها تحت الأرض.
فحص الباحثون جذور الأرميلاريا؛ فلاحظوا أن شبكات الجينات نفسها موجودة في كل من جذور الفطر النباتية والفطر نفسه. لذلك اقترحوا أن الأرميلاريا اكتسب جذوره النباتية – ومن ثم قدرته على الانتشار على نطاق واسع – عن طريق اصطفاء الجينات المستخدمة أصلًا في زراعة الفطر. فقد تكون هذه الجذور النباتية هي جذور الفطر التي فشلت في النمو وإنبات غطاء فطري؛ فنمت تحت الأرض بشكل طولي ورفيع عوضًا عن ذلك.
كما فحص الباحثون الفطريات من كثب عندما علمت كاثرين باركس – وهي عالمة في مركز أبحاث شمال غرب المحيط الهادئ في لا غراندي بولاية أوريغون – بموت شجرة كبيرة بسبب تعفن جذورها في الغابة الواقعة شرق مدينة برايري. جمعت باركس عينات للجذور من 112 شجرة وتعرّفت على الفطريات من خلال اختبار الحمض النووي. وبمقارنة العينات، توصلت باركس إلى أن 61 منها تعود للكائن نفسه؛ ما يعني أن فطرًا واحدًا قد نما ليصبح أكبر من أي شيء تم وصفه مسبقًا.
وعند فحص جذور بعض الأشجار المصابة في الغابة، وجدت باركس شيئًا مشابهًا لطلاء اللاتكس الأبيض يقوم بسحب الماء والكربوهيدرات من الأشجار. الأمر الذي يقتل الأشجار المحيطة؛ لأن الأرميلاريا يعلق نفسه على جذور الأشجار من خلال خيوط متناهية الصغر يتشابك بعضها مع بعض وتسرب أنزيمات الهضم. وللفطر قدرة على مد جذوره النباتية لتسد الفجوات بين مصادر الغذاء وتوسيع محيط الفطر؛ فيتغذى الفطر أساسًا على جذور الأشجار؛ ما يؤدي إلى قتل الأشجار المرتبطة بها.
ويوجد فطر العسل في أماكن أخرى، مثل ميشيغان وألمانيا؛ إلا أن فطر ولاية أوريغون هو الأكبر على الإطلاق. يفترض العلماء الذين يدرسون هذا النوع من الفطر أن حجمه الضخم قد يرجع إلى جفاف المناخ في ولاية أوريغون الشرقية. كما أن جراثيم الفطر تواجه صعوبة في إنشاء كائنات حية جديدة؛ ما يتيح مجالًا لتكاثر الفطريات القديمة. وبدون منافسة من كائنات أخرى، استطاع فطر الأرميلاريا الهائل النمو والانتشار بلا رادع.
المراجع
independent.co.uk
nationalgeographic.com.au
smithsonianmag.com