السحايا هي الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي. وعندما تصاب تلك الأنسجة بالالتهاب، يحدث مرض التهاب السحايا. وهو مرض مهدد للحياة؛ حيث يؤثر في سيد الجسد، أي الدماغ. لسوء الحظ، يُعدُّ التهاب السحايا من الأمراض المعدية؛ حيث ينتقل من المصابين إلى الآخرين؛ ولهذا فهو يتطلب تدخلًا طبيًّا سريعًا.

هناك أنواع عديدة من التهاب السحايا، مثل: التهاب السحايا الفيروسي والتهاب السحايا البكتيري. وكما يشير الاسمان، فإن التهاب السحايا الفيروسي ينجم عن فيروس، في حين ينجم التهاب السحايا البكتيري عن بكتيريا. وعادة ما يكون التهاب السحايا الفيروسي أخف وطأة من البكتيري؛ إلا أن النوعين يتطلبان تدخلًا سريعًا؛ لأن مضاعفاتهما قد تكون خطيرة. لحسن الحظ، هناك لقاحات للتغلب على التهاب السحايا.

ومع ذلك، فإنه من المهم التعرف على أعراض هذا المرض المميت؛ لكي نتمكن من حماية المصابين من تداعياته. تضم الأعراض الحمى المرتفعة، والصداع الشديد، وتصلب الرقبة، والغثيان، والقيء، والارتباك، ومواجهة مشكلات في المشي. تُعدُّ بعض تلك الأعراض غامضة؛ لأنها تتشابه مع أعراض أمراض أخرى. ولكن، من الأفضل أن تزور الطبيب من أجل التشخيص السليم بدلًا من الندم بعد ذلك. يتطور مرض التهاب السحايا بشكل سريع. ولذلك، فإن الخضوع للرعاية الصحية العاجلة أمر حتمي للتعافي التام.

فإن لم تتم معالجة التهاب السحايا فورًا، فإنه قد يؤدي إلى تعقيدات مزمنة؛ إذ إنه يؤثر في الدماغ والحبل الشوكي. هذا، وتشمل تلك التعقيدات النوبات المتكررة، والفقدان الجزئي أو الكلي للسمع، وعدم القدرة على التركيز، ومشكلات عدم التوازن، والفقدان الجزئي أو الكلي للبصر، وكذلك مشكلات التعلم. وللأسف، تنتهي بعض الحالات بالوفاة.

من الممكن أن يصيب التهاب السحايا أي شخص، ولكن هناك مجموعات أكثر عرضة للعدوى من غيرها. على سبيل المثال، يصيب التهاب السحايا الأطفال والمراهقين وكبار السن نتيجة ضعف أجهزتهم المناعية. ومن الممكن أيضًا أن يصيب أي شخص يعاني من مرض يضعف المناعة.

ويؤثر الموقع الذي تعيش فيه أيضًا في احتمالية الإصابة بالتهاب السحايا. فتُعدُّ جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى أشهر المناطق التي تنتشر فيها الإصابة بالتهاب السحايا. وهي تمتد من السنغال إلى إثيوبيا؛ إذ يطلق على تلك المنطقة «حزام التهاب السحايا». كما شهد أحد مواسم الحج الإسلامي تفشي وباء التهاب السحايا؛ ولهذا أصبح التطعيم إلزاميًّا لزيارة الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية.

ويُعدُّ توافر اللقاح الآمن نبأ سارًّا؛ حيث يمكنك حماية نفسك وأطفالك من هذا المرض المميت عند تناول التطعيم المطلوب. هناك أكثر من لقاح لمرض التهاب السحايا؛ ذلك لأنه ينجم عن مسببات مختلفة. إن التهاب السحايا مرض مميت، ولكن يمكن الوقاية منه. كل ما عليك هو تناول اللقاح لتحمي نفسك.

المراجع