غالبًا ما نسمع عن حديثي الولادة الذين يصابون باليرقان. ويطلق على مرض اليرقان باللغة الإنجليزية Jaundice، وهي كلمة مشتقة من الكلمة الفرنسية Jaune، وتعني اللون الأصفر. وكما يوحي الاسم، فمن أعراض اليرقان اصفرار الجلد والعينين. ومن الجدير بالذكر أن اليرقان لا يُعدُّ مرضًا، ولكن عادةً ما يشير الجلد المائل إلى الصفرة إلى حالة خفية تحتاج إلى عناية سريعة. إذًا، ما اليرقان؟ وهل يصاب به حديثو الولادة فقط؟ والأهم من كل ذلك، كيف تتم معالجته؟ تابع القراءة لتحصل على إجابات هذه التساؤلات.
لنبدأ باليرقان عند حديثي الولادة؛ ولحسن الحظ فهو ليس بالأمر المقلق. يصاب حديثو الولادة عادةً باليرقان بسبب عدم اكتمال كبد الطفل بما يكفي للتعامل مع ما يعرف بالبيليروبين الناتج عن تكسير خلايا الدم الحمراء. تتراكم هذه المادة في الجسم، فتتسبب في اصفرار العيون والجلد. عادةً، حديثو الولادة الذين يصابون باليرقان هم الأطفال المبتسرون. بعض حالات اليرقان بين حديثي الولادة لا تحتاج إلى علاج، بل تحتاج فقط إلى حصول الطفل على اللبن الكافي من خلال الرضاعة الطبيعية. وتحتاج الحالات الأكثر شدة إلى علاج بالضوء؛ فيستخدم ضوء الطيف الأزرق لتخليص جسم الرضيع من البيليروبين الزائد.
وعلى الرغم من سهولة علاج اليرقان، فيجب ألا يهمل لأن المضاعفات يمكن أن تكون وخيمة. أحد المضاعفات الخطيرة هو اليرقان النووي الذي يحدث عندما يتسبب البيليروبين الزائد في تلف مخ الرضيع وجهازه العصبي. فينصح عامةً بفحص حديثي الولادة للتأكد من عدم إصابتهم باليرقان قبل مغادرتهم المستشفى.
يصاب البالغون باليرقان أيضًا، ولكن لأسباب مختلفة كليًّا. فتتسبب بعض الأمراض، مثل أمراض المناعة الذاتية، في التدمير المفرط لخلايا الدم الحمراء؛ ما يؤدي إلى تكوين كميات هائلة من البيليروبين لا يستطيع الجسم معالجتها. كما يمكن أن يؤدي انسداد القنوات الصفراوية إلى مشكلة في التخلص من البيليروبين؛ ويحدث هذا الانسداد بسبب حصوات المرارة، والسرطان... إلخ. علاوة على ذلك، تتسبب فيروسات مثل الالتهاب الكبدي (أ) A أو (ب) B أو (ج) C في الإصابة باليرقان.
كيف يُشخَّص اليرقان؟ بصرف النظر عن اللون الأصفر للجلد والعيون، تتضمن بعض الفحوص المطلوبة تحاليل بول ودم لقياس كمية البيليروبين في الدم. إلى جانب تصوير الكبد والمرارة يجب عمل تصوير ومضاني صفراوي للكبد لمعرفة مكان الانسداد في الأعضاء الداخلية، الذي يؤثر في تصريف البيليروبين. ولعلاج اليرقان عند البالغين، عادةً يعالج الطبيب الحالة المتسببة في حدوثه. فإذا كان فقر الدم هو المتسبب في اليرقان، فسيعمل الدواء الموصوف على السيطرة على معدلات فقر الدم. وإذا كان المتسبب في اليرقان عدوى فيروسية، فيجب تناول دواء مضاد للفيروسات. وإذا كان الانسداد في الأعضاء الداخلية هو السبب، فالتدخل الجراحي هو العلاج.
الكبد هو العضو المسئول عن التخلص من البيليروبين، وأي زيادة في هذه المادة تتسبب في مرض مرتبط بالكبد بطريقة أو بأخرى. لذلك، للوقاية من اليرقان، يجب الحفاظ على صحة الكبد، وهو ليس بالأمر الصعب. فاتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب المواد السامة مثل المبيدات الحشرية وبخاخات الهواء المضغوط، وتجنب مشاركة أدوات النظافة الشخصية مع الآخرين، وأخيرًا التطعيم ضد الالتهاب الكبدي (أ) و(ب)، يحافظ على صحة الكبد.
healthline.com
healthline.com/health
liverfoundation.org
medicalnewstoday.com
medicinenet.com
my.clevelandclinic.org
nhs.uk
webmd.com