في العدد الأول من سلسلة مجلة «كوكب العلم» تحت موضوع «ثنائيات الحياة» استقبلنا عام 2020 بحماس وتشويق. وقد عملنا على محتوى العدد الثاني في تلك السلسلة في الشهور الأولى من عام 2020؛ إلا أنه عندما انتهينا من تحرير محتوى العدد كان وباء فيروس كورونا المستجد قد اجتاح العالم؛ لذا، أستغل هذه المساحة الصغيرة لكتابة بضع كلمات في هذا الصدد بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن فريق تحرير المجلة.
فقد أوضحت هذه الأزمة للجميع بشكل مؤلم ما حاولت المجتمعات العلمية ومجتمعات الإنخراط في العلوم توصيله على مر سنوات طويلة لصانعي القرار والجمهور على حدً سواء. والواقع أن البشرية في حاجة للتكاتف في كل الأوقات، وليس فقط في أوقات الشدة، وذلك لأنه إذا لم نفعل فإننا ندمر بعضنا بعضًا، وندمر باقي الكائنات الحية، كما أننا ندمر كوكبنا ذاته. فكل البشر في أنحاء العالم في أشد الحاجة إلى التعليم؛ نحتاج لأن نكون جميعًا على دراية بالعلوم، وأن نعيش في مجتمعات تسودها الثقافة العلمية، وأن نمارس دائمًا التفكير العلمي.
فمرة أخرى ما كنا نعده في يوم من الأيام خيالًا علميًّا مأسويًّا قد أضحى في يومًا وليلة وفي غفلة منَّا واقعًا أليمًا. في هذه الأوقات نحتاج العلم أكثر من أي شيء؛ فنحتاج علمًا حقيقيًّا وليس علمًا زائفًا أو معلومات مغلوطة، وذلك ليس فقط للتغلب على الأزمة الصحية بإيجاد علاج أو لقاح، ولكن كذلك للتفكير والتصرف بشكل سليم وصحيح للحد من تفشي الوباء، ولمساعدة مجتمعاتنا، والعاملين بقطاع الصحة، والعلماء على كبح الخطر والخسائر. ولكن أكرر أن هذا لا ينطبق فقط على هذه المعاناة القاسية، ولكن على الحياة اليومية ككل وما نفعله بكوكبنا وبالحياة عليها.
نأمل أنه بحلول وقت إصدار عددنا التالي فإن هذه الأزمة ستكون قد مرت أو في طريقها للزوال؛ مع ذلك فإننا حتمًا سنتطرق إليها لأنها حتمًا غيرت وستغير من حياتنا وعلينا أن نتعلم الكثير منها. في الوقت الحالي، سنعمل على مشاركتكم المحتويات ذات الصلة من خلال مجلتنا الإلكترونية ومن خلال صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا، ندعوكم لمتابعة صفحاتنا والاشتراك في نشرتنا الإلكترونية الشهرية من خلال موقع المجلة:www.bibalex.org/sciplanet