اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون، امتنع عن التدخين، تناول الغذاء الصحي، حافظ على مناعة جسمك، مارس الرياضة بانتظام؛ كلها تنبيهات ونصائح نتداولها هذه الأيام بسبب انتشار فيروس كورونا وتصريح منظمة الصحة العالمية بأنه وباء.
لا مفر من الشعور بالخوف وربما الفزع من المجهول؛ فهو فيروس متحور لا علاج له حتى الآن. وهو ينتشر بسرعة النار في الهشيم، فاجتاح مدن بأكملها، ولا يزال ينتشر في أرجاء العالم؛ فنمكث في بيوتنا نترقب ما يحدث في بلادنا وفي البلدان الأخرى في أرجاء الكرة الأرضية. ولكن، ألا نجد أثرًا إيجابيًّا واحدًا وسط كل هذا الخوف؟ ربما إذا نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر مختلفة لوجدنا أشياءً يمكن أن تغير مفهومنا عما يحدث الآن.
اقرأ النصائح في أول المقال مرة أخرى؛ ألم تسمعها تتداول حولك ليل نهار؟ ألم يلتزم أغلبنا بها؟ أليست عادات صحية يجب الالتزام بها بغض النظر عن وجود فيروس يحيط بنا؟
من الأفضل في كل الأحوال اتباع نمط حياة صحية وسليمة، والامتناع عن العادات السيئة التي يمكن أن تدمر صحتنا وصحة من حولنا. ولكن كثير من الأشخاص لم يلتزم بتلك النصائح إلا عند تفشي الفيروس، لذا فلربما كانت خطوة إيجابية لبدء حياة مختلفة مليئة بالعادات الصحية السليمة.
تابعنا الأخبار وعرفنا أن الخطوط الملاحية الجوية توقفت بين أغلب البلدان؛ تلك الطيارات التي كانت تضخ مليارات المترات المكعبة من العوادم التي تضر بالبيئة. كذلك توقفت المواصلات العامة في عديد من المدن والعواصم الكبيرة، مما قلل من نسبة التلوث أيضًا.
لا شك أن نداء أغلب البلاد بالمكوث بالمنازل كان له أثرًا اجتماعيّا؛ على الأشخاص، فبعد أن كان أفراد الأسرة الواحدة يتقابلون مصادفة، أصبحوا يمضون أغلب الأوقات معًا. ربما كن ذلك أثرًا إيجابيًا لتعزيز الروابط الأسرية ولم شمل العائلات في البيت الواحد، لأن من الأفضل الابتعاد عن الزيارات.
فيروس الكورونا مشكلة خطيرة يواجهها أغلب سكان العالم، ومع ذلك يمكن السيطرة عليه والحد من انتشاره باتباع نصائح المنظمات الصحية بالمكوث بالمنزل واتباع العادات الصحية السليمة لتقوية المناعة وعدم الاختلاط بالمصابين. وبالرغم من كل ذلك، إلا أن هناك بعض الإيجابيات التي يمكن أن تساعدنا كأفراد بالبدء بداية جديدة بعد انتهاء هذه الأزمة؛ بداية مليئة بالأفعال الإيجابية سواء على الصعيد الصحي أو البيئي أو الاجتماعي.