تغيرت حياة الناس في جميع أنحاء العالم بعد انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)؛ ليتضح لنا مدى تشابهنا وترابطنا. فرغم وجود حدود فاصلة على الخريطة، أثبت هذا الفيروس أنها في الحقيقة لا تستطيع منع الوباء من الانتشار. وأولئك الذين يتمتعون بامتيازات كافية لتلقي التعليم، والوصول إلى محلات البقالة وأماكن العمل، يواجهون اضطرابًا في ما كنا نظنه طبيعيًّا؛ في حين يواجه الآخرون الذين لا يتمتعون بالامتيازات نفسها صعوبات أكثر مما اعتادوا عليها.
إن كوفيد-19 فيروس شديد العدوى؛ ومما يزيد من خطورة الأمر، أنه يمكن التقاط العدوى من شخص مصاب لا تظهر عليه أعراض المرض. فبينما تشعر أنك بخير تمامًا وتمارس حياتك بشكل طبيعي، قد تصيب كثيرين ممن حولك. ولهذا، علينا اتباع قواعد التباعد الاجتماعي والحفاظ على المسافات المناسبة بينك وبين الآخرين، لأنها مفتاح كبح انتشار هذا المرض، وحماية أكثر الفئات ضعفًا.
ليس علينا فقط الالتزام بالقواعد واللوائح التي وضعتها حكوماتنا، بل يجب أيضًا أن نصبح أكثر حذرًا فما يتعلق بالنظافة الشخصية. فيمكن أن ينبعث من الشخص المصاب رذاذ يحمل الفيروس عند التحدث أو التنفس أو العطس أو السعال. وإذا كنت على مقربة من شخص مصاب، أو تواجدتما معًا في مكان مغلق غير جيد التهوية، فقد تستنشق بسهولة هذا الرذاذ وتنتقل إليك العدوى. لذلك من الضروري ارتداء قناع الوجه الواقي في الأماكن العامة.
وقد تنتقل العدوى أيضًا عن طريق لمس سطح ملوث ثم لمس وجهك، وهو أمر تلقائي نفعله دون تفكير. ونظرًا إلى أن نقاط دخول الفيروس إلى الجسم هي العينين، والأنف، والفم؛ فقد تنتقل العدوى عندما تلمس وجهك بأيدي ملوثة. ما يزيد من صعوبة الأمر، أن فيروس كورونا بإمكانه البقاء على الأسطح لفترات زمنية متراوحة؛ ولهذا السبب، تتلوث بسهولة الأسطح عالية اللمس، مثل مقابض الأبواب والحنفيات في الحمامات العامة. لذلك، فإن الحذر في التعامل مع الأشياء لا يقل أهمية عن الحفاظ على المسافات الآمنة؛ وغسل اليدين بالصابون بشكل متكرر لمدة 20 ثانية على الأقل، سيساعدك على الشعور بالأمان أيضًا.
من حسن الحظ أن الصابون، والكحول من الإيثانول، والمُبيِّض مواد بإمكانها التخلص من الفيروس، وهي عادة ما تكون متاحة بسهولة؛ ولكن كيف تنجح حقًا في ذلك؟ يمكن للجزيئات التي يتكون منها الصابون اختراق الغلاف الخارجي لفيروس كورونا المصنوع من دهون زيتية. ويحتوي المبيض على هيبوكلوريت الصوديوم وهو قادر على قتل الفيروس عن طريق تدمير حمضه النووي أو البروتين؛ وبالمثل يعمل كحول الإيثانول بالطريقة ذاتها.
من المهم ألا تغفل الملابس التي ارتديتها عندما غامرت بالخروج من المنزل، لأنها قد تكون ملوثة أيضًا. فيجب تبديلها بعناية، مع التأكد من ابعادها عن وجهك في أثناء خلعها، ويفضل وضعها في غسالة الملابس. وبالنسبة لحذائك، تذكر أن القطرات تستقر على الأرض، مما يجعل حذائك أكثر أغراضك تلوثًا؛ لذلك يفضل تركها عند الباب ورشها بالكحول لمزيد من الأمان.
من الحكمة أن تكون أكثر حذرًا في مثل هذه الأوقات العصيبة، وبينما قد يصعب تذكر اتخاذ الاحتياطات المناسبة والالتزام بها، تذكر الحكمة القائلة «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة».
المراجع
en.unesco.org
health.harvard.edu
theguardian.com
who.int
Image by rawpixel.com