أسرار العناية بالبشرة (الجزء الثاني: في العصر الحديث)

شارك

البشرة هي الدرع الواقي للجسم ضد العالم الخارجي؛ فيغطي الجسم ما يعرف باسم رداء الحمض، وهو غشاء حمضي رقيق بمنزلة حاجز ضد العناصر الخارجية يمنع البكتيريا والملوثات من اختراق الجلد. تكون درجة حموضة الجلد نحو 5.5 للحفاظ على حمضيته؛ ولذلك فعند اختيار منتجات العناية بالبشرة يجب ألا تكون حمضية جدًّا ولا قلوية جدًّا.

فتتطلب العناية بالبشرة اهتمامًا خاصًّا بالمكونات وخصائصها المفيدة، التي تُدرس بعمق بطريقة علمية. وكل عام تظهر اتجاهات وابتكارات جديدة؛ فإذا تأملنا ما هو متاح منها في الأسواق، نجد بعض المكونات تستمر في الظهور. تشمل تلك المكونات، على سبيل المثال لا الحصر، مضادات الأكسدة، وحمض ألفا هيدروكسي، وحمض بيتا هيدروكسي.

تواجه مضادات الأكسدة آثار الجذور الحرة، وهي جزيئات أو ذرات بها إلكترون مفقود. وتشبه حركة الجذور الحرة تأثير الدومينو؛ فهي تعمل على زعزعة استقرار الذرات الصحية المجاورة سعيًا لاستقرارها، فيؤدي إلى تكسر أغشية الخلايا وتعطيل الخلايا السليمة وإتلافها. الجذور الحرة موجودة في كل مكان؛ فهي موجودة في البيئة وفي الغذاء الذي نستهلكه، وترتبط بالأمراض الجلدية والشيخوخة المبكرة؛ فبإمكانها إفساد الزيوت الطبيعية في جلد الوجه؛ وهو ما يؤدي إلى تلف الكولاجين، مفتاح صحة بشرتنا والبروتين الرئيسي في الأنسجة؛ حيث يمنح البشرة قوتها ومرونتها. ويؤدي نضوب الكولاجين إلى ترهل الجلد؛ فتصبح الخطوط الدقيقة والتجاعيد أكثر وضوحًا.

لمضادات الأكسدة قدرة على تحييد تأثير الجذور الحرة وتهدئة طبيعتها التخريبية؛ وتقوم المنتجات بذلك الدور بطريقتين: الأولى: منع التفاعلات التسلسلية بالتبرع بالإلكترونات اللازمة للجذور الحرة؛ ومن ثم، إعادة توازن أنسجة الجلد. والثانية: منع حدوث الأكسدة في المقام الأول. في الأسواق، توجد عديد من منتجات مضادات الأكسدة الموضعية؛ وتشمل مكوناتها فيتامينات (أ) و(ج) و(د). على الرغم من ذلك، تمنع مضادات الأكسدة عملية الأكسدة بأن تصبح هي نفسها مؤكسدة؛ هذا ما يساعد على استمرار مكافحة أضرار الجذور الحرة المستمرة؛ لذلك يحتاج المرء إلى إعادة استخدام مضادات الأكسدة بشكل منتظم.

وأحماض ألفا هيدروكسي مواد كيميائية يمكن أن تحدث بشكل طبيعي أو تعد في المعامل؛ فهي قابلة للذوبان في الماء وتميل إلى العمل على سطح الجلد. من أشهر أحماض ألفا هيدروكسي حمض الجليكوليك، ويتوافر في مستحضرات المرطب والمقشر والأمصال؛ فتساعد أحماض ألفا هيدروكسي على تقشير خلايا الجلد الميت بإذابة الروابط التي تجمع خلايا الجلد معًا. نتيجة لذلك، تتفتح مسام الجلد؛ فتتراكم بكتيريا أقل على الجلد، وتمنع البقع ومشكلات الجلد الأخرى؛ كما تساعد تلك العملية على الكشف أيضًا عن الجلد الأحدث والأنعم.

أما حمض بيتا هيدروكسي فهو قابل للذوبان في وجود الزيوت على عكس أحماض ألفا هيدروكسي؛ فلديه قوى اختراق أعلى ويعمل على سطح الجلد وبداخل المسام أيضًا. في مجال العناية بالبشرة، تستخدم تلك المادة الكيميائية في مكافحة حب الشباب؛ حيث إن لها خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات، تساعد على مكافحة كل ما يهيج البشرة. عادة ما تكون تلك المادة ملائمة لأصحاب البشرة الدهنية لمنعها من الجفاف.

العناية بالبشرة مسألة حساسة؛ لأن هناك أنواعًا مختلفة للبشرة يتفاعل كل منها بشكل مختلف مع منتجات العناية بالبشرة المختلفة. فإذا أسيء؛ استخدامها قد تضر بعض منتجات العناية بالبشرة قدرات البشرة الطبيعية في الوقاية عوضًا عن تحصينها. ولذلك، احرص دائمًا على زيارة طبيب الجلدية؛ فهو يساعدك على التعرف تقنيات العناية بالبشرة الحديثة واختيار ما يتلاءم مع بشرتك لتصبح أكثر صحة ونضارة.

المراجع

stylecaster.com
vogue.co.uk
makeup.com
skinstore.com
dermstore.com
telegraph.co.uk
carolynsfacialfitness.com


*هذا المقال منشور في مجلة كوكب العلم المطبوعة، عدد شتاء 2018.

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية