لا بد أنك سمعت بذلك من قبل ولكنه يستحق التكرار مرارًا وتكرارًا: نحن نأكل سكريات كثيرة. فوفقًا للبيانات، يتناول الشخص الواحد ما يزيد عن 60 رطلًا من السكر المضاف سنويًّا، أي بمعدل 6780 ملعقة صغيرة؛ في حين توصي جمعية القلب الأمريكية ألا يزيد مدخول السكر المضاف يوميًّا عن ست ملاعق صغيرة للنساء، وتسع ملاعق للرجال.
وعلى الرغم من كون أغلب مصادر السكر واضحة؛ مثل: الصودا، والحلوى، والسكر المضاف إلى الشاي والقهوة، وغيرها من الطرق غير المتوقعة التي يتسلل فيها السكر إلى نظامنا الغذائي، إلا أننا لا نزال بعيدون كل البعد عن تلك التحذيرات والوصايا. هل فكرت فيما يحدث لجسمك إذا اتخذت قرارًا بالتوقف نهائيًا عن الحلويات والمشروبات المحتوية على السكر؟
بدأت مؤخرًا حملات للتوعية والتحذير بشأن مخاطر تناول السكر بأشكاله أو اتباع النظم الغذائية المعتمدة على السكريات. وسرعان ما يربط الناس بين تناول السكر والوزن الزائد، لكن كثيرون منهم ليسوا على دراية بالطرق الأخرى التي يؤثر فيها السكر الزائد على الصحة.
تتسبب الأطعمة السكرية في ارتفاع نسبة السكر في الدم مما يؤدي إلى تدفق الأنسولين عبر جسمك؛ الأمر الذي يشجع مع مرور الوقت على تراكم الخلايا الدهنية المعروفة بالدهون الحشوية، والتي تعد أحد عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أوضحت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون 17–21% من السعرات الحرارية من السكر المضاف – وهو السكر المضاف بواسطتك أنت أو الشركة المصنعة وليس السكر الطبيعي الموجود في بعض أنواع الخضروات والفاكهة – هم أكثر عرضة بنسبة 38% للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة مع من يستهلكون فقط 8% من السعرات الحرارية من السكر المضاف. كذلك تم ربط بعض أنواع السرطانات بإفراط تناول السكر عن طريق زيادة الوزن والالتهابات ومقاومة الأنسولين، وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
يزيد فائض السكر أيضًا من فرص الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري؛ فوفقًا للإحصائيات، تتضاعف أعداد المصابين بداء السكري ثلاث مرات على الأقل منذ عام 2000. ويعاني غالبية المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري المرتبط بالسمنة وقلة ممارسة الأنشطة البدنية، كما يزداد انتشار المرض بسرعة بين الأشخاص الذين يعتمدون على الوجبات السريعة ويتبنون أنماطًا معيشية متمدنة.
كذلك يزيد السكر من خطر النقرس عن طريق فرط إنتاج حمض اليوريك، ويؤثر على صحة الجلد؛ فيزيد من مخاطر الإصابة بحب الشباب، ويسرع عملية الشيخوخة من خلال تكوين منتجات نهائية من السكر تتعارض مع البروتينات المسئولة عن مرونة الجلد، ويؤثر السكر أيضًا في جوانب مختلفة من الحالة المزاجية بما في ذلك التعب والغضب واليقظة والاكتئاب.
ترك السكر ليس مجرد حمية، ولا يتعلق الأمر بالقواعد الصارمة المجنونة التي نتخذها في حياتنا بغرض إنقاص الوزن، إنه ببساطة وسيلة لاتخاذ نمط جديد من الحياة بعيدًا عن الطعام المعالج والوجبات السريعة. وترك السكر يعني أن نتناول ما اعتاد عليه أجدادنا في الماضي من الأطعمة التي كانت شائعة قبل ظهور الأمراض الأيضية الحديثة كالسمنة والسكري والقلب والكوليسترول وغيرها من الأمراض التي كانت تعد مشكلة أقل أهمية بكثير.
المراجع