في يوم من الأيام، استيقظت للتو من النوم وشعرت بالإرهاق؛ لا تقدر على إنجاز أي عمل لتحقيق التقدم المنشود، مع انخفاض قدرتك الإنتاجية بشكل كبير. وكل محاولات الضغط على نفسك كي تجتهد في عملك تنتهي دون جدوى؛ فتنهار توقعاتك بتحقيق نتائج رائعة. أنت لا تعرف ما حدث تحديدًا، ولكنك متأكد أن هناك خطأ ما؛ فلقد حُرمت من التدفق الذي كنت تشعر به من قبل، ولا يمكنك أن تحسن أدائك نحو الأشياء التي تهتم كثيرًا بها على الرغم من أنك تعمل بجد عليها.
وهنا تتساءل لماذا لا يمكنك تحقيق أي تقدم؟ فتلوم نفسك على عدم العمل بجد؛ ولكن إلقاء هذا اللوم على نفسك لن يقودك إلى أي شيء! حان الوقت لتتوقف وتفكر فيما كنت تفعله.
يميل بعض الناس إلى قضاء معظم أوقاتهم في تطبيق المهارات التي تعلموها، والعمل على الوصول إلى أفضل نتائج ممكنة. فيعتقدون أن التعلم يتوقف عند مرحلة دخول بيئة العمل؛ إذ يقضي الأفراد بها كل ثانية في الأداء والتنفيذ. ومع ذلك، فإن التعلم ليس مرحلة تكملها، بل عملية مستمرة يجب ألا تنتهي أبدًا في أي لحظة. والحصول على أفضل نتائج يتعلق بتحقيق التوازن بين الوقت الذي يقضيه الفرد في منطقة التعلم والوقت الذي يقضيه في منطقة الأداء.
ملامح منطقة التعلم
- توقع الأخطاء جزء طبيعي جدًّا، لأنك تعمل على أشياء لم تتقنها بعد.
- التركيز على التحسين، وليس على أن تكون دائمًا على صواب.
- تجربة استراتيجيات جديدة، وطلب التعليقات والتفكير فيها.
- تحديد فرص التحسين الواجب تطبيقها على منطقة الأداء.
وللحصول على أفضل النتائج من هذه المرحلة، يجب أن تتمتع بعقلية تنموية تساعدك على السعي إلى التحسين، وألا تفكر في الأخطاء على أنها كارثية. فيجب أن يكون لديك أيضًا هدفًا تعمل عليه بالتعلم، وفكرة واضحة عن كيفية التحسين.
كذلك تتضمن منطقة التعلم ممارسة مدروسة تشير إلى هذا النوع من الممارسة الهادفة التي تتطلب اهتمامًا مركزًا، وتُجرى بهدف محدد لتحسين الأداء. وهذا يختلف تمامًا عن الممارسة المعتادة والتي لا تعتمد على العقل، بل تعتمد على التكرار فقط.
ملامح منطقة الأداء
- محاولة القيام بالأمور بأفضل ما عندك.
- التركيز على التنفيذ بينما تعمل على الأشياء التي أتقنتها بالفعل.
- توقع تقليل الأخطاء.
- تقديم التعليقات حول ما يحتاج إلى التحسين، والعمل عليها في أثناء العودة إلى منطقة التعلم.
البقاء في منطقة الأداء يزيد أدائنا الفوري، ويمكننا من تنفيذ ما تعلمناه بالفعل. كذلك يمنحنا شعورًا بالرضا عما نقوم به؛ ومع ذلك، فإن قضاء وقت كثير فيه يعيق تقدمنا ويؤثر عليه. وهنا تظهر أهمية منطقة التعلم في تحسين نمونا وأدائنا في المستقبل.
باختصار، إذا كنت ترغب في الحصول على أفضل النتائج على الإطلاق، عليك تحقيق التوازن بين منطقتي التعلم والأداء. ويجب أن تتذكر دائمًا أن هناك أوقاتًا للتعلم لتجنب الأخطاء، وأوقات أخرى للأداء والتنفيذ لتحقيق تقدم واضح ومادي. فهي مثل الحركة اللولبية، تسعى فيها دائمًا إلى كلٍّ من التعلم والأداء.
شاهد هذه المحاضرة القصيرة بعنوان «كيف تحسن أدائك نحو الأشياء التي تهمك» والتي يُلقيها دواردو بريسينيو:
المرجع
jamesclear.com