المقالات

تكنولوجيا الحقن الآمن

شارك

يُعد اكتشاف الإبر في خمسينيات القرن التاسع عشر من الإنجازات بالغة الأهمية؛ فهي من الأركان الرئيسية لتوصيل الدواء لمن يعانون من أمراض حادة أو مزمنة، أو في حالات صعوبة البلع؛ مثل: فقدان الوعي وغيرها. ورغم الانتشار الواسع لاستخدام الحقن، إلا إنها تسببت في حدوث عديد من المشكلات؛ فبناءً على ما ورد من منظمة السلامة والصحة المهنية فإن نحو ٦٠٠–٨٠٠ ألف حالة تُصاب سنويَّا نتيجة الوخز بالإبر في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.

ولذلك، قد يتعرض مقدمو الرعاية الصحية إلى الإصابة بأكثر من ٢٠ نوعًا من الأمراض المنقولة عن طريق الدم؛ مثل: الإيدز، وفيروس الالتهاب الكبدي سي. وليس هذا فحسب، فهناك ما يقرب من ٥٠٠ مليون حقنة مُستعملة تُلقى في النفايات سنويًّا نتيجة التطعيمات، ويُشكل منها نحو ٧٥ مليون مصدرًا لانتقال الأمراض المعدية بالدم. ومن الناحية المالية، تُكلف كل حالة مصابة بوخز الإبر نحو ٣٠٠٠ دولار مقابل رسوم المختبر، والمتابعة، إلى آخره.

كذلك لا يمكن التغافل عن المشكلات التي يعاني منها المرضى؛ فهم أيضًا معرضون إلى الإصابة بالأمراض المعدية نتيجة الحقن، إلى جانب فقدان الرغبة في اتباع تعليمات الطبيب لتناول الدواء لكثرة الوخز أثناء اليوم ومعاناة بعضهم مما يُسمى «فوبيا الحقن»، وهي حالة معترف بها من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي متمثلة في أعراض ضيق خفيفة إلى شديدة يصعب حلها إلا بتهدئتهم أو تجنب الحقن تمامًا. ومن ناحية مصنعي الأدوية، هناك بعض الموانع الفيزيائية حول الأدوية شديدة اللزوجة أو صاحبة التركيزات العالية التي يُصعب حقنها.

بعد سرد الحقائق السابقة، يمكن الآن الحديث عما شرع فيه العلماء للحد من هذه العواقب الجسيمة باختراع طرق حديثة في عملية الحقن تعرف باسم needle-free injection technologies (NFITs) أي تقنية الحقن دون إبرة. بدأت هذه التقنيات بالظهور في القرن العشرين بغرض توصيل الأدوية أو التطعيمات دون ثقب الجلد كالمعتاد، مع استمرار تطورها حتى هذه اللحظة. ويوضح الشكل التالي كيف يمكن استخدام تلك الخاصية للحقن العضلي أو تحت الجلد أو الأدمة.

خطوات الحقن

1

2

3

4

تحضير الجهاز

ملئ أداة الحقن

وضع أداة الحقن على الجهاز لتجهيزه

إعطاء الحقنة

 

شاهد أيضًا الفيديو التالي لتوضيح كيفية إعداد الجهاز

أحدثت هذه التكنولوجيا بوجه عام فوائد عدة، منها:

  • الاستخدام الآمن، مع سرعة الحقن.
  • الحد من مخاطر ثقب الجلد، مع عدم حدوث نزيف أو كدمات.
  • التخلص من فوبيا الحقن، إلى جانب زيادة امتثال المرضى لتناول الأدوية بانتظام.
  • منع انتشار الأمراض المعدية، والحد من خطر الإصابات الناتجة من وخز الإبر.
  • القضاء على تكاليف الاختبارات والعلاج، وتوفير المبالغ المصروفة على التخلص من الإبر المـُستعملة.
  • إمكانية الاستخدام في تركيبات مختلفة اللزوجة، كما تصلح في حقن الأدوية السائلة أو البودرة أو الحقن المدخرية Depot Injection.

وفيما يخص بعض عيوبها، فهي كالآتي:

  • الحاجة الماسة لأشخاص مدربين بعناية فائقة لاستخدامها.
  • التقنية مُكلفة ومُعقدة إلى حد ما.
  • لا يمكن استعمالها في الحقن الوريدي.

في النهاية، مازال الصراع قائم بين طرق الحقن التقليدية والمستحدثة في تطبيقاتها، مع التمني لنصرة التكنولوجيا الحديثة للوصول إلى مستقبل أفضل خالي من الأمراض.

المراجع

biotuesdays.com

deviceplus.com

drug-dev.com

ncbi.nlm.nih.gov

pdfs.semanticscholar.org

pharmajet.com

Image by rawpixel.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية