لا عجب أن الحضارة المصرية القديمة – بوصفها حضارة أتاحت للمرأة تحقيق طموحاتها – واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية. فقد كانت جميع المهن في مصر القديمة متاحة للمتعلمين من ذكور وإناث. وأول امرأة معروفة في تاريخ العلم – وليس الطب فحسب – هي الطبيبة المصرية ميريت بتاح، والتي عاشت حوالي عام 2700 قبل الميلاد. وللأسف، القليل جدًّا معروف عن ميريت بتاح وعن إنجازاتها في مجال الطب. غير أن ابنها – والذي كان من كبار الكهنة – خلَّد ذكراها عن طريق تصويرها في مقبرتها وتلقيبها بـ"رئيسة الأطباء" في مقابر العاصمة المصرية القديمة ممفيس التي تقع ثلاثين كيلومترًا جنوب القاهرة.
تحديث: في أواخر عام 2019، سُلط الضوء على ورقة بحثية نشرت في دورية Journal of the History of Medicine and Allied Sciences. تقول الدراسة التي أجراها المؤرخ الطبي جاكوب كويسينسك، من جامعة مدرسة كولورادو للطب أن ميريت بتاح لم تكن موجودة فعليًّا، وإنما الأمر التباس في الهوية فحسب. اقرأ مزيدًا عن الموضوع.
من الطبيبات الأخريات البارزات في زمانها بيسيشيت، والتي عاشت في أثناء حكم الأسرة الرابعة (2613-2494 ق.م.). فوفقًا للكتابات المنقوشة على عمودٍ حجري وُجد في مقابر الأسرة القديمة، كانت تلقَّب بـ"مراقِبة الطبيبات". ولا يشير هذا اللقب إلى وجود كيان من الطبيبات في مصر القديمة فحسب، ولكن أيضًا إلى أن سيدة كانت تشرف عليهن.
أخيرًا وليس آخرًا، هناك طبيبة أخرى تركت بصمتها في علم أمراض النساء في فترة تالية – تحديدًا في القرن الثاني الميلادي – هي كليوبترا، مع التنويه بعدم خلطها بالملكة البطلمية الشهيرة. فقد كتبت باستفاضة عن الحمل، والولادة، وصحة المرأة؛ وقد ظلت أعمالها محل تركيز الدارسين لأكثر من ألفي سنة.
المقال الأصلي منشور في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2014.
المراجع
ancientstandard.com
ancient.eu.com
news.cuanschutz.edu
حقوق الصورة: University of Colorado Anschutz Medical Campus.