ما الذي يجعلنا نعتقد أن شخصًا ما بطل أو شرير؟ هل السبب مدى إشفاقه؟ أو هيئته؟ أو إنكاره لذاته أو جشعه؟ أو السبب أن وجهة نظرنا تتحكم فينا لتكوين هذا الانطباع عنه؟ فهل يمكن لشخص ما أن يكون بطلاً وشريرًا في الوقت نفسه؟ للإجابة على تلك الأسئلة، دعونا نستعرض بعض الشخصيات المعروفة التي صُنفت أبطالًا أو أشرارًا، ونناقش التفسير العلمي لهذا التصنيف.
أحد أشهر الأبطال الخارقين الخياليين هو شخصية «سبايدرمان» أو الرجل العنكبوت. فعندما ظهرت هذه الشخصية لأول مرة، اعتقد الجميع، من الشرطة والشعب والصحافة، أنه شرير المدينة وكانوا يخشونه. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى أصبح «سبايدرمان» بطل متروبوليس الخارق، وفجأة وقع الجميع في حبه! ماذا حدث؟ كل شيء يرتبط بوجهة نظر الناس عن الأفراد. فمن السهل اعتقاد أن «سبايدرمان» شريرًا عند رؤيته يدمر المباني أو السيارات، في حين أننا نتفهم أن إنقاذ الأرواح سبب هذه التصرفات؛ ولذلك يتغير منظورنا على الفور لنراه بطلًا خارقًا مذهلًا!
ويمكن تطبيق النظرية نفسها على شخصية «الجوكر»؛ أحد أشهر الأشرار في نظر الجميع! ولكن هل هو شرير حقًّا أم ضحية؟ والأهم من ذلك، هل يمكن أن يكون بطلًا في رواية أحدهم؟ من خلال طرح هذه الأسئلة، ندرك وجود جوانب متعددة وإصدارات مختلفة للقصة نفسها، كما قد يبدو بعضها مناقضًا للآخر تمامًا.
أحد أروع الأفلام، الذي أحبه شخصيًّا، هو فيلم «ملافسينت». اعتقدنا لسنوات أن شخصية «ملافسينت» تمثل ذروة الشر؛ فهي الساحرة التي كادت أن تقتل الأميرة «أورورا». ومع ذلك، تغير منظورنا بالكامل عن هذه الشخصية فور رؤيتنا فصلًا لم يروَ من قصتها من قبل، لندرك لمحات عن أسباب أفعالها الشريرة. فنكتشف أن «ملافسينت» ضحية القسوة، وأنها أرادت استرداد ما سُرق منها فقط؛ لذلك صار الانتقام دافعًا لها، وهو دافع خطأ، ولكن لأنها ليست شريرة في الأساس، فقد دفعها هذا إلى الاعتقاد في الحب مرة أخرى.
ومن هذا المنطلق، بإمكاننا تطبيق ذلك على كل قصة شهيرة تضم أبطالًا وأشرارًا، ونركز على أسباب أفعال الأشرار لتدهشنا رؤية جانب جديد لم نكن نعتقد بوجوده من قبل في أي من هذه القصص.
المراجع
blogs.scientificamerican.com
vocal.media