في بداية القرن السابع عشر في بريطانيا حين لم يكن يُسمح للفتيات بالالتحاق بمدارس الطب، دخلت مارجريت آن بالكلي التاريخ بصفتها أول طبيبة تتخرج في جامعة إدنبرة لتصبح أول جراحة بريطانية، إلا أن ذلك حدث بينما كانت متنكرة في شخصية رجل.
ولدت مارجريت في حوالي 1789، وانتقلت مع والدتها إلى لندن بعد وفاة خالها جايمس باري – والذي كان فنانًا معروفًا – في العقد الأول من القرن السابع عشر؛ حيث تغمدها صديقاه التقدميان برعايتهما. وقد قام أربعتهما – مارجريت، ووالدتها، وصديقا خالها – بالتخطيط معًا لمستقبل مارجريت كطبيبة؛ حيث اختفت مارجريت بالكلي وظهر طالب الطب جايمس باري بشكل محترف.
تخرجت مارجريت بوصفها جايمس باري في 1812 لتلتحق بالجيش البريطاني، وكان ذلك اختيارًا عجيبًا - وإن كان طموحًا - لشخص يخبئ مثل ذلك السر. وقد جعلت سيرتها الممتازة منها مرشحًا جيدًا لتلك الوظيفة، وقيل إنها قد تخطت الكشف الطبي بحيلة ما. وخلال فترة خدمتها في الجيش، ترقت مارجريت (جايمس) لتتقلد مناصب رفيعة؛ حيث اشتهرت بحرفيتها وسلوكها الممتازين.
وقد أرسلها الجيش في مهمات حول العالم؛ غير أن أهم إنجازاتها كانت في جنوب إفريقيا عام 1826؛ حيث أجرت عملية ولادة قيصرية ممتازة جعلت منها أول طبيب بريطاني ينجح في إتمام هذه الجراحة والحفاظ على حياة الأم والمولود معًا.
وقد انكشف السر الذي أخفاه الدكتور جايمس باري لأكثر من خمسين سنة عندما توفي في 1865؛ حين اكتشفت الخادمة صوفيا بيشوب أثناء تجهيزها لدفن المتوفى أن من ظلت تعرفه رجلاً كان في الحقيقة امرأة. وقد دفنت مارجريت بالكلي – وقد حظيت بكل التكريمات العسكرية – في مقابر كينسال جرين؛ حيث لا يزال شاهد قبر الطبيب جايمس باري موجودًا.
حقوق الصورة © RTÉ 2021
المقال الأصلي منشور في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2014.