تُعدُّ أسماك الباراكودا أو العقام من الأسماك الليلية القاضمة المخيفة، فهي تنقض على فرائسها وتمزقها بأسنانها التي تشبه الخناجر. تعيش الباراكودا في المياه الاستوائية وشبه المدارية حول العالم، بما في ذلك غرب وشرق المحيط الأطلنطي، وخليج المكسيك، والبحر الكاريبي، والبحر الأحمر، وتفضل العيش في الأهوار الساحلية، والشعاب المرجانية.
تتميز أسماك الباراكودا بلونها الفضي اللامع مع بعض البقع السوداء، وقد يصل طول بعض أنواعها مثل الباراكودا العملاقة إلى نحو المترين. تتسم بجسدها الرفيع، الذي يكون مدببًا عند طرفيه وأكثر سمكًا في الوسط، ورأسها المفلطح من الأعلى والمدبب من المقدمة. فكها السفلي بارز قليلاً إلى الأمام، ويحوى صفين من الأسنان الصغيرة الحادة، أحدهما يميل إلى الأمام والثاني إلى الوراء، ما يجعل هروب المخلوقات الصغيرة من داخل فمها مستحيلًا.
والباراكودا سباحة ماهرة بفضل جسمها الرفيع الذي يسمح لها بالتحرك عبر الماء بسرعة وانسيابية داخل المساحات الضيقة من الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية، وتصل سرعتها إلى نحو 58 كيلومترًا في الساعة.
تنتمي أسماك الباراكودا أو العقام لفصيلة الإسفرنيات، صف شعاعيات الزعانف؛ ويجوب المحيطات 26 نوعًا منها على الأقل. اكتسبت بعض تلك الأنواع أسمائها من صفاتها الجسدية؛ أشهرها الباراكودا العملاقة، ولكن هناك أيضًا الباراكودا صفراء الذيل، والباراكودا ذات سن المنشار، والباراكودا ذات الزعانف الحادة. وهناك أيضًا أنواع سُميت تيمنًا بالمناطق التي تعيش فيها؛ مثل الباراكودا الغينية، والباراكودا المكسيكية، والباراكودا اليابانية، والباراكودا الأوروبية أو باراكودا البحر الأبيض المتوسط.
تُعدُّ الباراكودا من الأسماك البيوضة؛ حيث تضع الأنثى ما يقارب 5000 بيضة في المرة الواحدة. يصل متوسط أعمارها إلى 14 عامًا، وتصل إلى مرحلة البلوغ بعد عامها الثاني. وفي حين تفضل أغلب أنواع الباراكودا في فترة شبابها العيش ضمن أسراب لحمايتها من المفترسات الكبيرة؛ مثل القروش وحيتان الأوركا القاتلة، فإن بعضًا آخر يفضل العيش منفردًا بعد البلوغ.
تتغذي سمكة الباراكودا على أسماك التونة الصغيرة، والبوري، والأنشوجة. وهي أيضًا من الأسماك القمَّامة؛ حيث تتغذى على بقايا الفرائس التي تخلفها الكائنات البحرية الأخرى، ولهذا تأثير مهم في النظام البيئي البحري؛ حيث يساعد في تنظيف المياه من تلك المخلفات الحيوية.
وبالنسبة إلى علاقتها بالإنسان، فإن فرصة الغواصين في مواجهة باراكودا عالية للغاية، ولكنها نادرًا ما تهاجم البشر أو تجرحهم. وقد تُعزى بعض الحوادث النادرة إلى اعتقاد سمكة الباراكودا أن انعكاس الأجسام المعدنية اللامعة التي قد يحملها الغواصون أسماك، فتحاول افتراسها. ولكن، عادة ما ستتطلب عضة الباراكودا غرزًا جراحية بسبب أسنانها الحادة، فابق يقظًا دائمًا عند الغوص.
أخيرًا وليس آخرًا، يتناول عديدون حول العالم أسماك الباراكودا الصغيرة دون أدنى مشكلة، لكنه ليس من الآمن تناول الأنواع الضخمة التي يتعدى طولها المتر. والسبب في هذا هو أن الأسماك الصغيرة التي تتغذي عليها الباراكودا تستهلك كثيرًا من الطحالب التي تحتوي على عوالق سامة. وهكذا، فإن تناولها يعرضنا نحن أيضًا لتلك السموم طحلبية المنشأ، ما يجعلنا عرضة لأحد أنواع التسمم الغذائي يُعرف بالتسمم بالأسماك المدارية أو تسمم السيجواتيرا. ويسبب تسمم السيجواتيرا نوبات حمى، وإسهال شديد، وارتكاسات عصبية، وآلام عضلية ومفصلية قد تنتهي بالوفاة في بعض الحالات.
المراجع
a-z-animals.com
thoughtco.com