سالار دو أويوني أكبر بحيرة جافة مَكسوُّة بالملح في العالم، إذ تمتد على مساحة أكثر من 10.582 كم2، على ارتفاع 3.656 مترًا فوق سطح البحر في جنوب بوليفيا. وقد تكوَّن هذا المسطح نتيجة لتغيرات جيولوجية على مدى عشرات آلاف السنين. في البداية، كانت تلك البقعة جزءًا من بحيرة هائلة عُرٍفت ببحيرة مينشين، وكانت المياه تُرشِّح الملح من الجبال المجاورة. ومع جفاف البحيرة عبر الزمن، خَلَّفت ورائها ترسبات ملحية هائلة.
خلال موسم الأمطار (من ديسمبر إلى أبريل)، تفيض المياه من البحيرات المجاورة إلى هذه البقعة المسطحة جدًّا، لتكوِّن بحيرة ضحلة يصل عمقها إلى 50 سم. وتحوِّل تلك الطبقة الضحلة من المياه الأرض إلى مرآة ضخمة تعكس صورة بديعة وأخاذة للسماء. وخلال الموسم الجاف (من مايو إلى نوفمبر)، تظهر الأنماط السداسية المذهلة التي تتكون نتيجة تبلور الملح عند تبخُّر المياه.
.jpg)
Mountains surrounding the Uyuni salt flat during sunrise, Daniel Campos Province, Potosí Department, southwestern Bolivia, not far from the crest of the Andes. Credits: Wikipedia
هذا، ويتراوح سمك طبقة الملح من بضع سنتيمترات إلى ما يصل لـ11 مترًا، وهي غنية بالعناصر القيمة، مثل الصوديوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم. إلا أن المورد الأنفس يكمن في المحلول الملحي الأزرق-المُخضَّر الموجود تحت طبقة الملح، وهو معدن الليثيوم. فيحوي هذا المحلول الملحي أكثر من 9 مليون طن من الليثيوم –وهذا على الأقل نصف مخزون الليثيوم في العالم– خلَّفها النشاط البركاني القديم في المنطقة. والليثيوم معدن ضروري في صناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن، والمستخدمة في جميع الإجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية تقريبًا.
.jpg)
Piles of salt at the Salar. Credits: Wikipedia
تُعدُّ سالار دو أويوني بيئة قاسية، ومع ذلك، فإنها تأوي الحياة. فهناك أكثر من 80 نوعًا من الطيور المهاجرة التي تجتمع على المسطح الملحي في شهر نوفمبر من كل عام، منها ثلاثة أنوع من النحام. علاوة على هذا، تحتضن سالار دو أويوني جزيرة تُعرف بايسلا اينكاهواسى، مشهورة بنباتات الصبار العملاقة الفريدة.
(1).jpg)
Andean flamingos in the Laguna Colorada, south of the Salar. Credits: Wikipedia
.jpg)
A part of Incahuasi Island inside the Salar, featuring giant cacti. Credits: Wikipedia
إن سالار دو أويوني من مواقع الجذب السياحي الرئيسة في أمريكا الجنوبية على مدار العام؛ ويتوقف اختيار موعد زيارتها على ما يريد الزائر فعله هناك. ففي حين أن بعض السائحين يفضلون موسم الأمطار لمشاهدة تأثير المرآة البديع، يفضل بعض آخر الموسم الجاف لكي يتمكنوا من التوغل بسياراتهم داخل البراح الأبيض والوصول إلى أماكن يصعب الوصول إليها في موسم الأمطار.
المراجع
britannica.com
daily.jstor.org
discovery.com
goaheadtours.com
inkayniperutours.com
justfunfacts.com
Top image: This is the Salar of Uyuni, in Bolivia. Credits: Wikipedia