لكل إنسان في هذا العالم حقوق وعليه واجبات. أما الحقوق، فهي عديدة، أهمها أن يجد كل إنسان احتياجاته الأساسية من مأكل وملبس وتعليم وخدمات صحية بجودة عالية ودون عناء. ولكن حين نتكلم عن العمل، فنجد أنه حق وواجب في الوقت ذاته. فواجب كل إنسان أن يؤدي عمله بمنتهى الإتقان، وحقٌّ له أن تُوفر له فرصة العمل المناسبة.
ولكن يواجه عديد من أصحاب الهمم – أو أصحاب القدرات الخاصة – في جميع أنحاء العالم مشاكل في إيجاد فرص عمل مناسبة لهم ولظروفهم الصحية. وعلى الرغم من تقدم كثيرين منهم في المجال الرياضي تحديدًا، وعمل مسابقات خاصة بهم، فإنه لا يمكن اعتبار ذلك فرصة عمل أساسية. فإن كانت مناسبة لبعضٍ، فهي لا تناسب الجميع.
وعلى الرغم من أن قوانين العمل لدى بعض الحكومات تنص على تحديد نسبة معينة من العمالة لذوي الهمم في المؤسسات، فإنه غالبًا ما تكون هذه النسبة صغيرة، أو تكون طبيعة العمل غير مناسبة. ومع ذلك، فهناك وظائف كثيرة مناسبة يمكن أن يعمل بها أصحاب الهمم، كلٌّ على حسب طبيعة مشكلته الصحية، ونذكر منها التالي:
1. التدريس
التدريس مهنة مقدسة؛ فتوصيل العلم إلى طالب هدفٌ سامٍ، إلا أنها مهنة شاقة على كثيرين. ومع ذلك، يمكن لبعض أصحاب الهمم ممن لديهم القدرة على التدريس أن يتخذوه مهنة لهم. ولا يتطلب الأمر في كل الأحيان مجهودًا بدنيًّا كبيرًا، فكلما كان التدريس لطلاب أكبر عمرًا، كان أسهل على المدرس من الناحية البدنية.
2. تصميم المواقع والبرمجة
ظهرت وظائف عديدة في مجال التكنولوجيا لم تكن موجودة قبل خمسين عامًا، ومنها تلك المهن المتعلقة بالحاسب الآلي، مثل: تصميم الجرافيك، وتصميم المواقع، وبرمجة التطبيقات، وغيرها. ولأن إنجاز مهام تلك الوظائف يعتمد أساسًا على التفكير والمجهود الذهني أكثر من اعتماده على المجهود البدني، فهو مناسب جدًّا لأصحاب الهمم الذين يعانون من مشاكل بدنية فيزيائية، ولكن حباهم الله الذكاء المتقد.
3. الكتابة والترجمة
تُعد الكتابة والترجمة من أشهر المهن التي لا تحتاج في الوقت الحالي- في كثير من الأحيان - إلى الذهاب إلى مقر العمل. فأكثر المترجمين والكتاب حاليًّا يعملون من منازلهم؛ لذا فهي مناسبة لأصحاب الهمم الذين يعانون عدم القدرة على التنقل بسهولة.
4. الحجز والاستقبال
يمكن لأصحاب الهمم الذين يتمتعون بالقبول وحسن الحديث والقدرة على المساعدة أن يعملوا في الوظائف المتعلقة بحجز التذاكر، أو استقبال الفنادق أو المستشفيات أو الشركات.
5. التسويق والمبيعات
ليس من الضروري أن يذهب مسئول المبيعات بنفسه إلى مكان العميل لإقناعه بشراء منتج أو خدمة ما. فهناك من يعملون من خلال الإنترنت في التسويق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، حتى من مقر الشركة التي يعملون بها دون الحاجة إلى التنقل بكثرة.
كيف يكون أصحاب الهمم مؤهلين للحصول على فرص عمل مناسبة
لكي يحصل أصحاب الهمم على فرصة عمل مناسبة، فهم يحتاجون إلى فرص تعليم مناسبة لقدراتهم ومهاراتهم وظروفهم الصحية. والتعليم أهم طريق للحصول على تلك الفرصة. ومن الرائع توفير منح دراسية مميزة مخصوصة لأصحاب الهمم، كما يجب توفير أجهزة طبية مناسبة لهم، وخدمات صحية متنوعة من أدوية وعلاج طبيعي وغيرها؛ ما يحسن من حالتهم الصحية، ويجعل ممارسة أنشطتهم اليومية أسهل وأسرع، ومن ثمَّ يتمكنون من إنجاز مهام أعمالهم.
ومن أهم الأسباب التي تؤثر في تأهيل أصحاب الهمم لإيجاد عمل مناسب توفير دعم نفسي ومعنوي. فعدد كبير من أصحاب الهمم يعانون، سواء من تمييز ضدهم، أو من عدم إحساسهم بأنهم أشخاص طبيعيون يحيون حياة طبيعية. أصحاب الهمم جزء من المجتمع لا يمكن تجاهله بأي حال؛ فإن كان قُدر لهم أن يفقدوا شيئًا، فقد مُيزوا بأشياء غيره. ومن واجب المجتمع وأفراده أن يدعموا أصحاب الهمم في إيجاد فرص عمل مناسبة لهم ولحالتهم الصحية، وتكون مجدية معنويًّا وماديًّا في الوقت نفسه.
المراجع
content.wisestep.com
usnews.com
world-psi.org
Top image: wavebreakmedia/shutterstock.com
هذا المقال نشر مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد خريف 2019.