تمدنا النباتات باحتياجاتنا الغذائية؛ فهي الكائن الوحيد الذي يُصنِّع طعامه، وتبدأ من عنده كل السلاسل الغذائية، كما تعد مصدرًا للوقود، والأخشاب، والألياف، والمواد الخام الطبية والعشبية. وتُخلصنا النباتات من الملوثات الموجودة في الهواء، وتسهم في إزالة المعادن الثقيلة، كما تحد من التلوث الضوضائي.
وتسهم الأشجار في المحافظة على المياه الجوفية، وتثبيت التربة من خلال جذورها التي تجمع التربة معًا، ومن خلال أوراقها التي تحجب جزءًا كبيرًا من ماء المطر عن التربة فتمنع تآكلها. وعادة ما تعاني المناطق التي تخلو من الأشجار انجراف التربة وترسبها بالجداول والبحيرات؛ مما يحد من قيمة الماء الموجود فيها. وتعمل الأشجار أيضًا على تقليل درجة الحرارة ومنح الجو بعض البرودة؛ إذ تحجب الأوراق أشعة الشمس القوية.
وعن طريق النتح (تبخر الماء من مسام النبات)، تبرد النباتات البيئة من حولها؛ إذ تستهلك عملية البخر كل الحرارة الموجودة وخاصة عند انخفاض نسبة الرطوبة. ونجد أن الإنسان قد يلجأ إلى زراعة أسوار شجرية مصفوفة لمنع الرياح وعوامل التعرية من العصف بالتربة وإتلافها.
تمثل الأشجار، وخاصة الشجيرات القصيرة، المأوى والمسكن لعدد لا نهائي من الحيوانات، والطيور، والحشرات. كذلك تحد رؤية النباتات والأزهار من درجة التوتر والانفعال لدى المحيطين بها. فزراعة بعض الورود، أو توزيع عدد من آنية النباتات داخل المنازل وأماكن العمل، كفيلة بأن تضفي سرورًا محببًا على النفس، وتزيل شحنات الغضب والتوتر بين الناس. وكل ذلك بخلاف دورها الفاعل في تخليق غاز الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون.
لكل ما سبق ولعديد من العوامل الأخرى التي تجعل النبات ضرورة حتمية لوجودنا، وجب على الجميع استزراع الأراضي ونشر المساحات الخضراء بين جنبات مدننا وداخل المنازل، وليس هذا فقط، بل لزم أيضًا البحث والتنقيب عن كيفية المحافظة على صحة تلك الأشجار والمزروعات، وحمايتها من الآفات والحشرات والأوبئة التي قد تمرضها أو تتسبب في موتها.
كيف يمكن المحافظة على النباتات حية ومفعمة بالصحة؟
تعد التربة أحد أهم العوامل الضرورية لاستنبات نباتات صحية؛ فلا يمكن أن تنمو النباتات في تربة فقيرة أو ملوثة. ومن العناصر الضرورية لنبات صحي قادر على مقاومة الأمراض، توفير مساحة كافية للنبات ومسارات يتحرك فيها الهواء، حتى يتلقى قدرًا وافرًا من ضوء الشمس، وينمو بلا زحام أو صراع على المواد الغذائية.
كذلك تؤثر طريقة ري النبات في جودة نموه وقدرته على مقاومة الفطريات والأمراض. فقد يودي السقي الخاطئ بحياة النبتة تمامًا أو يصيبها بالرطوبة فتتلف، وتصبح فريسة سهلة لهجوم الفطريات والأوبئة. ولذلك يوصى باتخاذ الحذر عند ري النباتات، وجمع المعلومات الكافية عن كيفية السقي الخاص بكل نوع. وفي الأماكن الممطرة، يجب حساب جدول الري حتى لا تتزامن مع أيام المطر، أو على الأقل الانتظار حتى تجف التربة قبل القيام بسقي النباتات. ويجب توفير حماية أو نوع من الغطاء لمنع النباتات من الغرق في حالة الأمطار الغزيرة.
قد ترغب في مشاهدة هذا الفيديو
المراجع
balconygardenweb.com
bioadvanced.com
ecowatch.com
finegardening.com
patuxentnursery.com
sciencing.com
Top Image: Photo by form PxHere
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2020.