تمامًا مثل عالمنا، يمتلئ عالم الحيوانات بالخرافات والحقائق؛ وقد سمعت بالتأكيد كثيرًا من القصص والأساطير التي انتقلت من جيل إلى جيل. وتؤدي تلك القصص إلى إساءة فهم سلوك الحيوانات وأسلوب حياتها. وفيما يلي بعض تلك الخرافات التي دحضها العلم بإجاباته الشافية.
كل النحل تموت بعد لدغتها الأولى
لا تموت كل أنواع النحل بعد اللدغ، بل نحل العسل فقط. فلنحل العسل ذنب ذو أشواك لا تستطيع سحبه إلى الخارج إن استقر في الجلد. وهكذا، فهي تطير بعيدًا تاركة ذنبها ومعه جزء من جهازها الهضمي، وبعض الأعصاب، والعضلات؛ ما يخلف بطنها ممزقًا ويسبب موتها في الحال. هذا، وتتمتع أنواع أخرى من النحل بنوع آخر من الأذناب، تكون ملساء أكثر ويسهل سحبها من الجلد.
PxHerePhoto by
الطيور لا تعرف صغارها إن لمسها غرباء
إن كنت تمشي بالقرب من شجرة ورأيت فرخًا وقع لتوه من عشه بعد محاولة الطيران، فهل ستساعده؟ يعتقد كثيرون أن حمل فِراخ الطيور أو لمسها يغير رائحتها، فيجعل والديها يرفضانها. قد تتفاجأ عندما تعلم أن حاسة الشم ليست متطورة لدى الطيور، وهكذا فإن الوالدين لا يميزان فراخهما بالرائحة مثلما تفعل حيوانات عديدة. ولكنهما يتعرفان إليها من خلال أصواتها ومظهرها. لذا، لا تتردد في حمل الفرخ وإعادته إلى عشه بعيدًا عن الخطر.
PxHerePhoto by
يستطيع البوم إدارة رأسه 360 درجة
يتمتع البوم بمهارات صيد مختلفة عن النسور والصقور وغيرها من الطيور المفترسة. فتجاويف العين وكراتها الثابتة لدى البوم تجعله غير قادر على إدارة عيونه. ولرؤية ما حول البومة، تحتاج إلى إدارة رأسها كاملة. هكذا، فهي تفضل الوقوف بثبات على شجرة والاستماع جيدًا إلى كل صوت حولها. وعندما يحين الوقت المناسب، فإنها تنظر إلى الوراء بسرعة لمراقبة فرائسها دون عمل أي حركة أخرى أو إصدار أي صوت آخر.
تستطيع الأبوام حقًّا إدارة رءوسها بزاوية كبيرة، ولكنها لا تتعدى 270 درجة. وقد درس العلماء كيف تقوم الأبوام بتلك الحركة دون حدوث أي قطع في الأوعية الدموية أو كسر في العظام. فاكتشفوا أن فتحات الأوعية الدموية في فقرات البومة أكبر عشر مرات من الأوعية التي تمر من خلالها؛ ما يسمح للأوعية بالتحرك في أي اتجاه عندما يدور الرأس. وتوجد أيضًا شبكة من الأوعية الدموية التي تربط شرايين الرقبة الرئيسية – الشرايين السباتية والشرايين الفقرية – لضمان استمرار تدفق الدم، في حين تكون تلك الشرايين أضعف لدى الحيوانات الأخرى والبشر. ونهايةً، توجد أوعية دموية في قاعدة عنق البومة تتمدد في أثناء إدارتها لرأسها؛ ما يجعل تجمعًا من الدم في هذه المنطقة يزود الدماغ بمزيد من الدم.
PxHerePhoto by
النعام يدفن رأسه في الرمال عندما يخاف
لا يحتاج النعام إلى دفن رأسه في الرمال عندما يخاف؛ فهو فريد الشكل والشخصية، ويعدُّ أسرع الحيوانات ذوات الاثنتين. تستطيع النعامة قطع مسافة 30–40 ميلًا في الساعة عدوًا، وتتمتع بركلة قوية تستطيع قتل أي مفترس ولو كان أسدًا. ولأن النعام أكبر الطيور حجمًا وأثقلها وزنًا، فهو لا يستطيع الطيران مثلها، ومن ثم لا يستطيع بناء أعشاشه فوق الأشجار أو الوصول إليها. لهذا، يحفر فتحات في الأرض يتراوح وسعها من مترين إلى مترين ونصف المتر، ويصل عمقها إلى متر. يدفن الوالدين بيضهما في الأرض ويتبادلان الرقد عليه. ويحتاج النعام مثل بقية الطيور إلى تحريك بيضه عدة مرات في اليوم باستخدام مناقيره لضمان أن كل المغذيات تصل إلى الأجنة. وفي ذلك الوضع، ومع رأس صغير مقارنة بطول الرقبة وحجم الجسم، تبدو النعامة كأنها تدفن رأسها في الرمال، في حين يقتلها هذا الوضع لو كان صحيحًا.
PxHerePhoto by
أعمى مثل الخفاش!
يستخدم هذا التعبير لوصف شخص يعاني ضعف الرؤية. ولكن الحقيقة أن الخفافيش ليست عمياء، بل تتمتع الكبيرة منها بنظر أقوى ثلاث مرات من الإنسان. تحظى الخفافيش بحاسة سمع ممتازة وحاسة بصر جيدة جدًّا، كما تتمتع بنظام ممتاز لتحديد الأماكن بالصدى يساعدها على الرؤية بشكل أفضل في الليل بمساعدة أذنيها. فهي ترسل موجات فوق صوتية لا تستطيع الأذن البشرية تمييزها، وترتد تلك الموجات إلى الخفاش فور اصطدامها بأي جسم ليعرف حجمه وكم يبعد عنه. تعتمد الخفافيش على هذا النظام ليلًا لإيجاد الطعام، في حين تستطيع العثور عليه نهارًا بسهولة بعينيها. وتوجد خرافة أخرى عن الخفافيش تقول إنها ستلتصق بشعرك، ولكن اعلم أن هذا ليس صحيحًا. قد تطير فقط حولك في أثناء بحثها عن الطعام، ولكن جهاز تحديد المواقع بالصدى خاصتها سيساعدها على المرور واجتيازك.
PxHerePhoto by
ما زال يوجد عدد كبير من الخرافات الموجودة حول الحيوانات، والتي سيظل اللبس بينها وبين الحقائق قائمًا حتى يقضي العلم بكلمته.
المراجع
allaboutbirds.org
animals.howstuffworks.com
animals.mom.com
businessinsider.com
earthsky.org
economictimes.indiatimes.com
livescience.com
nationalgeographic.com
wtamu.edu
Top image: Photo by mohamed hassan form PxHere
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد خريف 2020.