يوافق اليوم العالمي للزرافة يوم 21 يونية من كل عام، والمفارقة أن موعد الاحتفال بأطول حيوان ثديي على الكوكب هو أطول يوم في العام أيضًا! أُطلق هذا اليوم من قبل مؤسسة «الحفاظ على الزرافة» Giraffe Conservation Foundation (G.C.F.) ليكون وسيلة للتوعية بهذه المخلوقات اللطيفة؛ حيث لم يعد يتبقى منها في البرية إلا قرابة 97,000 زرافة فقط، مما يجعلها من الحيوانات المهددة بالانقراض.
من السهل جدًّا تعرُّف الزرافات بفضل أعناقها الطويلة وجلودها المنقوشة. وهي تنتمي لفصيلة الزرافيات، ولم يتبق منها إلا نوعين يعيش كلاهما في قارة إفريقيا، أحدهما الزرافة التي تعيش في غابات السافانا وبالتحديد في شرق ووسط وجنوب أفريقيا. وتتصف الزرافة بعديد من الصفات المميزة، أولها أنها أطول حيوان ثديي على كوكب الأرض؛ حيث يصل طول أنثي الزرافة البالغة من 4 أمتار إلى 5 أمتار. وتكون الذكور أطول نسبيًّا، إذ قد يصل طولها إلى 6 أمتار، ويبلغ وزنها طنًّا في المتوسط.
.jpg)
Source: Link
أكثر ما يثير الدهشة هو أن عدد الفقرات العنقية لدى الزرافة 7 فقرات، تمامًا مثل فقرات عنق الإنسان. فكيف تعطي تلك الفقرات العنقية السبع المرونة الكافية لعنق الزرافة الذي يصل طوله إلى مترين تقريبًا؟ الإجابة أن تلك الفقرات مرتبطة بعضها ببعض عن طريق مفاصل كروية حُقِّية تشبه المفاصل الموجودة في الكتفين والفخذين عند الإنسان، التي لديها القدرة على الحركة 360 درجة.
تحتوي جمجمة الزرافة نتوءين، وهما غضروفين متحجرين يشبهان القرنين. وهما جزءًا لا يتجزأ من الجمجمة نفسها، وليسا قرنين ينموان أطرافًا زائدة، مثلما هو الحال في باقي الحيوانات مثل الغزلان. وألسنة الزرافات طويلة، يصل طولها إلى قرابة 53 سنتيمترًا، وهي وشفاهها مكيفة للسماح لها بالبحث عن أشجار السنط المفضلة لها التي قد تتجنبها حيوانات أخرى لاحتوائها أشواك عديدة.
جدير بالذكر أن النوم وشرب المياه يمثلان معضلة كبيرة في حياة الزرافة اليومية بسبب طولها الفارع. لذلك، فهي تقضي أغلب حياتها واقفة، خوفًا من الافتراس. أيضًا، فإنها لا تستطيع شرب المياه لأن عنقها لا يصل إلى الأرض، لذا فهي تحصل على الماء بشكل أساسي من النباتات التي تأكلها، وتحتاج فقط إلى شرب الماء كل بضعة أيام. ونظرًا لأنه من الصعب على الزرافات الاستلقاء أو الوقوف بسرعة، فإن فترة نومها من أقصر فترات النوم في عالم الحيوان؛ حيث تنام من 10 دقائق إلى ساعتين يوميًّا، أي تنام تقريبًا 30 دقيقة فقط في المتوسط.
يطلق على صغير الزرافة عجلًا، وتصل فترة الحمل لمدة تتراوح من 13 إلى 15 شهرًا. وعندما تحين لحظة الولادة، تلد الزرافة الأم وهي في وضعية الوقوف بسبب الطول الفارع نسبيًّا لذريتها، الذي يبلغ قرابة المترين. وهذا يعنى أن الوليد يتهاوى على الأرض من ارتفاع متر ونصف المتر، ولكن اللافت للنظر أنه نادرًا ما يصاب من سقطة مثل هذه.
غالبًا تصبح الزرافات حديثة الولادة قادرة على الوقوف على أقدامها في غضون 20 دقيقة، وسرعان ما تتغذى على حليب أمهاتها. يبلغ وزن عجل الزرافة قرابة 60 كيلوجرامًا، ويزيد طولها نحو 3 سنتيمترات يوميًّا خلال الأسبوع الأول، ويتضاعف طولها في عامها الأول.
المراجع
nationalgeographic.com
dkfindout.com
livescience.com
onekindplanet.org
giraffeconservation.org
Cover Image Source: Link