لطالما كان السايبورج أقصى أحلام البشر منذ أن بدأوا في تصور الذكاء الاصطناعي (AI). قد تكون فكرة تحول البشر إلى سايبورج مفيدة كوسيلة للبقاء، إلا أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين؛ فقد يجعل الحياة أسهل وفي الوقت نفسه يؤدي إلى تدمير الحياة كما نعرفها. كيف سنصبح إذا تحولنا إلى سايبورج؟ كيف سيؤثر ذلك في حياتنا سواء بالإيجاب أو بالسلب؟
السايبورج عبارة عن بشر بأجزاء بيولوجية وأخرى اصطناعية، والتي يمكن من خلالها أن يصبحوا نسخًا أفضل من البشر العاديين. قد تبدو الفكرة خيالية، ولكن بالنظر حولنا نجد أن الأمر بدأ يتحقق تدريجيًّا. على سبيل المثال، هناك عديد من البشر بأجزاء صناعية – وخاصة الأطراف – إلا أن بعضهم قلوبهم صناعية. على هذا النحو، لدينا لمحة عما يعنيه أن يكون الإنسان سايبورج إلى حد ما؛ ومع ذلك، فأن تكون سايبورج بشكل كامل– وهو ما يعني أن يكون أكثر من نصف جسمك آليًّا– لا يزال مصدر قلق للعلماء الذين يسعون جاهدين لتحسين الحياة. قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، في أحد المؤتمرات، إن البشر يجب أن يصبحوا سايبورج؛ لمجابهة نمط الحياة المستقبلية وتجنب البطالة الجماعية.
الآن، ينشغل العلماء بشكل أكبر فيما إذا كانت هذه التغيرات الضخمة ستؤثر في سلامة كوكبنا، كما يحدث في الأعمال الفنية الخيالية. فقد يمثل الذكاء الاصطناعي تهديدًا كبيرًا للبشرية؛ لأن الآلات التي نصنعها ستكون على دراية كاملة بنفسها وما يحيطها؛ مما يسمح لها باتخاذ القرارات بمفردها، مثلما حدث مع شخصية ويل سميث في فيلم «آي روبوت». فماذا لو أصبحت أجزاؤنا المستبدلة مدركة لذاتها؟ وتمكنت من اتخاذ قراراتها بمفردها؟ فهل سنواجه حربًا داخلية داخل أجسامنا؟
تكمن مخاوفنا في الأغلب في علمنا جميعًا أننا بالفعل غير مثاليين؛ فيمكن القول إننا نخاف من أنفسنا في المقام الأول. لذلك، وقبل إحراز أي تقدم تكنولوجي، يجب أولًا أن ندرسه جيدًا؛ لأن لا شيء سيدمر البشر إلا البشر أنفسهم. باختصار، نحن لا نعرف ما إذا كنا سنواجه صعوبات في العيش مع الروبوتات أو في أن نتحول إلى سايبورج؛ فلا نملك سوى أن نأمل في ألا ينقلب علينا كل تقدم نحققه.
المراجع
forbes.com
theguardian.com
Cover Image Credites: Robot hand photo created by rawpixel.com - www.freepik.com