على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين، فلا يزال التعليم ما بعد الثانوي مرغوبًا فيه بشدة في مصر وذا أولوية كبيرة بين معظم الأسر. وفي كل عام، تحدد جميع الكليات والمعاهد أعدادًا معينة لقبول الطلبة الجدد؛ فيصبح وقت امتحانات الثانوية العامة كابوسًا للطلبة؛ حيث يتنافسون على عدد محدود من الأماكن المتاحة بالجامعات الحكومية.
ويقضي الأطفال والشباب المصريون نحو أربعة عشر عامًا في نظام التعليم الرسمي؛ إلا أن وجود مرشد أكاديمي لا يعد أمرًا شائعًا في المدارس المصرية، ودور هؤلاء المرشدين يتمثل في النصح، والإرشاد، ودعم الطلاب لتحقيق أحلامهم. ولذلك، فحين يُسأل طلاب الثانوية العامة عن أحلامهم وخططهم المستقبلية، غالبًا ما تكون إجاباتهم مبهمة وتقليدية؛ مثل «هذا الأمر يعتمد على مجموعي النهائي» أو «آمل في أن ألتحق بكلية جيدة».
يؤدي ذلك إلى حالة نجد فيها كثيرًا من الشباب المصريين يدرسون مواد ليست من اهتماماتهم ولا تتناسب مع قدراتهم، ولكنهم يفعلون ذلك بسبب المجموع – وذلك ينطبق على الأقل على من يلتزمون بنظام التعليم الحكومي – فببساطة يتخلون عن أحلامهم.
قد يكون ذلك أيسر ما يستطيع الشباب فعله؛ أن يضعوا أحلامهم جانبًا فقط لعدم وجود فرصة. وفي حين إنه لا يوجد شيء معيب في ذلك، يجب أن نتساءل هنا: هل هذا سيجعلنا أفرادًا سعداء على المدى الطويل؟ فسواء كنت طالبًا بالمدرسة، أو بالجامعة، أو متخرجًا، فلا تتخل أبدًا عن أحلامك؛ واسعَ دائمًا لتحقيقها عاجلًا أو آجلًا. ففي الواقع أنك لن تصبح أبدًا أكبر من أن تحقق حلمك.
لذلك، تقوم عديد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم بمبادرات منتظمة لمساعدة الأفراد على إكمال دراساتهم وتحقيق أحلامهم، سواء في صورة إرشاد أو دعم فعلي. لذا ظهرت عديد من المواقع الإلكترونية التي تساعد الطلبة على الوصول إلى الدعم بمختلف صوره مثل المنح الدراسية.
والمنح الدراسية متاحة للجميع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية، أو اهتماماتهم، أو جنسياتهم، أو آراءهم الدينية أو السياسة. فالمنح الدراسية دائمًا موجودة، ولكن الحصول عليها يتطلب بعض الجهد من جانبك؛ لذا عليك مواصلة البحث عنها.
كذلك تقوم مكتبة الإسكندرية بعديد من المبادرات في مجال التعليم، وإحدى تلك المبادرات سلسلة مؤتمرات «اختر كليتك»، التي بدأت منذ عام 2006. ويُعقد المؤتمر سنويًّا لكي يبعث برسالة «كُن ما تريد بغض النظر عن الكلية التي تلتحق بها». ويوضح المؤتمر لطلاب الثانوية العامة الذين سينتقلون إلى المرحلة الجامعية الاختلافات بين نظام الدراسة المدرسي والنظام الجامعي؛ كما يرشدهم إلى اختيار الكلية التي تتناسب مع ميولهم بتسليط الضوء على المجالات الدراسية وفرص العمل المختلفة المتاحة. ولمزيد من المعلومات عن المؤتمر ومواعيد إقامته زوروا الموقع على هذا الرابط.
وهناك مبادرة أخرى نفذتها المكتبة وهي الدليل الإلكتروني «فرص تمويل التعليم العالي في المنطقة العربية»، من عام 2011-2013. ويوفر الدليل معلومات عن الفرص المتاحة من المنح الدراسية التي تُقدم إلى الطلاب العرب ومؤسسات التعليم العالي. وعلاوة على ذلك، يتضمن الموقع الإلكتروني دليلًا من أجل تعريف الطلاب بخطوات التقديم ومتطلبات الجامعات، والمصطلحات الأكاديمية شائعة الاستخدام، بالإضافة إلى نصائح عملية عن طرق ملء استمارات التقديم وكيفية إعداد الوثائق الداعمة المطلوبة للالتحاق بالجامعات، مثل السيرة الذاتية وخطابات التوصية. والدليل متاح مجانًا من هنا.
تعرف كيفية التحكم في حياتنا، وتعزيز أهدافنا، وتحقيق أحلامنا، يتطلب منَّا وقتًا؛ ولكن لحسن الحظ أنه ما زال لدينا وقت إذا كان لدينا الرغبة في استغلاله.
المراجع
Hartmann, Sarah (2008). The Informal Market of Education in Egypt: Private Tutoring and Its Implications. Johannes Gutenberg-Universität, Mainz.
www.theguardian.com
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2015.
Cover Image: Books study photo created by asierromero - www.freepik.com