نشرت وكالة ناسا مؤخرًا صوت الثقب الأسود، وقد وصفه المستمعون بالـ«مخيف»؛ يمكنك سماع الصوت من هنا لكي تتأكد أن الأمر كذلك. ولكن، انتظر لحظة! ألم يخبرونا مرات ومرات بعدم وجود وسيط ينقل الصوت في الفضاء؟ فما الذي سمعناه لتونا إذًا؟ في هذا المقال، سنتناول المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالصوت في الفضاء وكيف استطاعت وكالة ناسا تسجيل صوت الثقب الأسود.
Data Sonification: Black Hole at the Center of the Perseus Galaxy Cluster (X-ray) - YouTube
أولًا، أوضحت وكالة ناسا وجود «فكرة شائعة خاطئة» عن عدم وجود صوت في الفضاء على الإطلاق. صحيح أنه لا يوجد وسط تستطيع الموجات الصوتية الانتقال خلاله في معظم الفضاء، إلا أن الأمر مختلف في عناقيد المجرات؛ حيث تضم تلك العناقيد كميات مهولة من الغازات التي تحتوي مجرات كاملة بداخلها. فتستطيع الموجات الصوتية السفر خلال عناقيد المجرات، ولكن من المهم أن نفهم أننا لن نستطيع سماع صوت الثقب الأسود ولو كنا نقف بجواره. فكان على وكالة ناسا تضخيم الصوت وعمل بعض التعديلات. سنتناول هذا بعد قليل، ولكن دعونا نتحدث أولًا عن عناقيد المجرات؛ فهي «أكبر الأجسام في الكون»، وتحتوي تلك العناقيد البلازما الساخنة، والمادة المعتمة غير المرئية، إلى جانب آلاف المجرات. أحدها عنقود برشيوس المجري؛ وهو مصدر ذلك الصوت المخيف الذي رصدناه للثقب الأسود. المفارقة هي أن تلك الموجات الصوتية ليست باكتشاف حديث، بل رصدت عام 2003.
Black Hole - Image Credit: Event Horizon Telescope collaboration et al.
فقد اكتشف مرصد شاندرا الفضائي للأشعة السينية أن «موجات الضغط التي يُطلقها الثقب الأسود تسبب موجات في الغازات الساخنة في العنقود، يمكن ترجمتها إلى نغمات». ولكن صوت الثقب الأسود لم يكن مسموعًا لأن تردده كان منخفضًا، وكان على علماء الفلك تضخيمه. فصرحت وكالة ناسا أن النغمات التي نسمعها «أعلى كوادرليون و288 مرة عن التردد الأصلي.
(يعادل الكوادرليون 1,000,000,000,000,000).
المراجع
washingtonpost.com
nasa.gov
cfa.harvard.edu
Cover Image Source: CNN