في 15 يناير 2022، ثار بُركان «هونجا تونجا هونجا هاباي» بمملكة تونجا، جنوب المحيط الهادئ؛ ونتج عنه انفجار عنيف بلغت شدته نحو 500 ضعف القنبلة النووية التي ضُربت بها جزيرة هيروشيما. فسُمع صوت الانفجار على بعد آلاف الكيلومترات، ويُعد هذا الانفجار البركاني الأقوى في خلال الثلاثين عامًا الماضية.
تسبب البركان في حدوث موجات تسونامي في أكبر جزر تونجا، جزيرة تونجاتابو، فارتفعت الأمواج فيها إلى نحو 4 أقدام؛ كما تسبب في موجات تسونامي في كل من فيجي، وساموا، واليابان، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبيرو. وكذلك تسبب البركان في انقطاع الاتصالات في تونجا، بالإضافة إلى تحول شواطئ بيرو إلى اللون الأسود نتيجة تسرب نفطي ضخم.
يُعد بركان هونجا تونجا من البراكين الواقعة تحت سطح البحر والتي يبلغ عددها مليون بركان، وتثور كل ألف عام ثورانًا هائلًا. ورغم وقوع بركان تونجا تحت سطح البحر، إلا أن عمود الدخان الناتج منه وصل إلى الطبقة الثالثة من طبقات الغلاف الجوي، طبقة الميزوسفير؛ وذلك وفقًا لدراسة حديثة قادتها جامعة أكسفورد. وسجل بركان تونجا ارتفاعًا يُقدر بنحو 58 كيلومترًا؛ وهو أعلى رقم مقارنة ببركان جبل ميناتوبو في الفلبين الذي ثار عام 1991 وسجل 40 كيلومترًا، وبركان التشيشون في المكسيك الذي ثار عام 1982 وسجل 30 كيلومترًا.
عادة ما تطلق البراكين الغازات والرماد وبخار الماء، فكانت كمية بخار الماء الناتجة من بركان تونجا تكفي لبناء 58.000 حمام سباحة من الحجم الأوليمبي؛ وهذه الكمية من بخار الماء تساوي أربعة أمثال الكمية في بركان الفليبين.
يُقاس ارتفاع البركان غالبًا عن طريق قياس درجات الحرارة عند قمة البركان، ومقارنة درجة الحرارة بدرجات الحرارة القياسية التي توجد عند تلك الارتفاعات. وهذه الطريقة تكون مناسبة فقط عند طبقة التروبوسفير، لأن كلما زاد الارتفاع قلت الحرارة؛ فلا تصلح هذه الطريقة في منطقة الميزوسفير، إذ تزداد درجة الحرارة بالارتفاع لامتصاص طبقة الأوزون الأشعة فوق البنفسجية.
المصدر: Reuters.com
لذلك ابتكر العلماء طريقة جديدة مبنية على ظاهرة «اختلاف المنظر» parallax effect؛ وتعني تغيُّر أو الفرق في موضع الجسم بسبب رؤيته من عند مستويات مختلفة. وأُحيط بركان تونجا بثلاثة أقمار صناعية في جهات متقابلة لتسجيل التغيرات السريعة، والتقاط صور كل عشر دقائق. وباستخدام هذه التقنية تمكن الباحثون من بناء نظام آلي لحساب ارتفاع عمود الدخان البركاني لأي بركان.
تظهر أهمية معرفة ارتفاع عمود البركان الدخاني في تجنب الرماد البركاني الذي يضر المحركات النفاثة؛ ولكن ما زال العلماء يتساءلون: لماذا كان ارتفاع عمود الدخان شاهقًا؟ وهل للغازات المنبعثة تأثير على المناخ العالمي؟
المراجع
aljazeera.com
edition.cnn.com
edition.cnn.com
jpl.nasa.gov
ox.ac.uk
sciencedaily.com
Cover image Credit: 1NewsNZ/Twitter