تشعر المرأة بسعادة غامرة عندما تعلم أنها حامل، ولكن يشوب فرحتها بعض القلق، خاصة إن كان حملها الأول. فخبرتها القليلة بالأمر، والأخبار التي تسمعها من المقربين، والمعلومات التي تقرؤها على الإنترنت تساعد على تسلل القلق إلى داخلها، بل قد يصل إلى حدِّ الخوف. ويرجع هذا القلق أحيانًا إلى انتشار المعلومات الخاطئة التي تُعامل معاملة الحقائق الثابتة، وهي في الأصل لا تتعدى الخرافات. في هذا المقال، سوف نسرد بعضَ أشهر خرافات الحمل، وأهم الحقائق المؤكدة عنه.
حقائق عن الحمل
- يزداد ضغط دم المرأة الحامل بمعدل يتراوح من 40% إلى 50%، وهو أمر طبيعي يحدث ليصل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، وإلى الجنين أيضًا بنسبة كافية. ومن المهم متابعة ضغط الدم بانتظام حتى لا يصل إلى معدل يؤدي إلى تسمم الحمل.
- يمكن أن يتغير صوت المرأة الحامل، أو تظهر بعض التغيرات الطفيفة في ملامح وجهها؛ وذلك بفعل تغير نسب الهرمونات في جسمها؛ إلا أن تلك التغيرات تختفي تمامًا بعد الولادة.
- تبلغ فرص الحمل في الثلاثينيات 20%، في حين تبلغ 5% فقط في الأربعينيات؛ ما يعني إمكان حدوث الحمل في العقد الخامس من العمر ولكن بنسبة ضعيفة. كذلك يمكن أن يحدث الحمل في العقد السادس من العمر، ولكنه أمر نادر جدًّا.
- يشعر الجنين بأمه، سواء كانت مسرورة أو حزينة؛ بل أثبتت بعض الدراسات إمكان بكاء الطفل في رحم أمه. كذلك يتأثر سلوكه بعد الولادة بطبيعتها في أثناء الحمل. فأغلب النساء اللاتي يكن شديدات الانفعال والعصبية في أثناء الحمل يلدن أطفالًا بالطباع نفسها.
- يستطيع الجنين تمييز صوت أمه في أثناء الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل، كما يمكنه التفاعل مع الأصوات المميزة من حولها.
خرافات عن الحمل
بعض الخرافات الشائعة عن الحمل بها شيء من الصحة، ومنها أن الإصابة بحرقة المعدة في أثناء الحمل تدل على كثافة شعر الطفل بعد ولادته. فقد أرجع الباحثون الأمر إلى أن ارتفاع هرمونات الحامل يؤثر في كلٍّ من كثافة شعر الطفل، وارتخاء عضلات المريء؛ ما يؤدي إلى حرقة المعدة.
ولكن توجد خرافات ومعلومات خاطئة تمامًا، منها:
«يجب على الحامل أكل ما يكفي شخصين».
- تلك النصيحة الخاطئة المنتشرة بين النساء تؤدي في أغلب الأحيان إلى زيادة وزن الحامل؛ ما يعوقها عن حركتها أكثر ويصعِّب عملية الولادة. والحقيقة أن الالتزام بحمية غذائية متوازنة دون الإفراط في تناول الكربوهيدرات يجنب الحامل زيادة الوزن والمشاكل المصاحبة. فيمكن زيادة السعرات الحرارية للأم بمقدار 340 سعرًا يوميًّا في الثلث الثاني من الحمل، وبمقدار 450 سعرًا يوميًّا في الثلث الأخير.
«يجب أن تمتنع الحامل عن الحركة، وألا تمارس التمارين الرياضية».
- تلك المعلومات خاطئة أيضًا؛ إذ إن التمارين الرياضية، خاصة في الشهور الأخيرة، تسهل عملية الولادة، ولكن يجب أن تتم تحت إشراف مدرب متخصص. ويجب ألا تمتنع الأم الحامل عن الحركة تمامًا إلا إذا كانت تعاني مشكلات صحية تستدعي الراحة التامة بأمر الطبيب.
«يمكن أن يسبب تناول بعض الأطعمة في أثناء الحمل حساسية للطفل في المستقبل».
- الواقع أنه يمكن للحامل تناول أي نوع من الطعام في أثناء حملها ما دام لا يسبب لها الحساسية، ولن يجعل ذلك الطفل متحسسًا لأطعمة معينة. ولكن في الوقت نفسه، يجب أن تتجنب تناول الأطعمة غير المطهوَّة جيدًا، وأنواع معينة من الأجبان والأسماك المملحة؛ لأنها غير آمنة مع الحمل.
- «من المستحيل أن تلد الأم ولادة طبيعية إذا سبق لها الولادة القيصرية». هذه من الأفكار الخاطئة الشائعة المنتشرة أيضًا، ولكنها بعيدة تمامًا عن الصحة؛ نظرًا لإمكان زوال السبب الذي منعها من الولادة الطبيعية في المرة الأولى؛ مثل ضعف الطلق، أو وجود الجنين بوضع يصعب معه الولادة الطبيعية.
الخلاصة
ليس كل ما نسمعه أو نقرؤه حقيقيًّا، ويجب ألا نتعامل معه معاملة المسلمات، ولو كان كل من حولنا مقتنعًا به، فيجب التيقن من كل معلومة والرجوع إلى المختصصين، خاصة في حالة الحمل.
المراجع
healthline.com
medicalnewstoday.com
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد خريف 2020.
Cover image: Shutterstock