في ديسمبر 2014، أعلنت الأمم المتحدة يوم 13 يونية من كل عام يومًا عالميًّا للتوعية بالمهق. والمهق أو الألبينية اضطراب وراثي نادر غير مُعدٍ، يولد به الإنسان نتيجة طفرات في الجينات المسؤولة عن إنتاج مادة الميلانين في الجسم، وهي المادة التي تمنح اللون للبشرة والشعر والعينين. تشير التقديرات إلى إصابة واحد من كل 20.000 شخص في أوروبا وأمريكا الشمالية، في حين تزيد النسبة في دول إفريقيا جنوب الصحراء؛ ففي تنزانيا يصاب واحد من كل 1.400 شخص، وفي زيمبابوي يصاب واحد من كل 1.000 شخص.
الميلانين مجموعة من الصبغات التي يصنعها جسم الإنسان، وهي الصبغات التي تمتص الأشعة فوق البنفسجية وتحمي من حروق الشمس. تؤثر الطفرات في عمل إنزيم التايروزينيز الذي يكسر الحمض الأميني «التايروزين» ويصنع منه الميلانين، وعلى حسب نوع الطفرات، قد يتوقف إنتاج الميلانين أو يقل. ومن أنواع الميلانين: الإيوميلانين eumelanin؛ وهي صبغة بنية أو سوداء، والفيوميلانين pheomelanin؛ وهي صبغة صفراء، والنوروميلانين neuromelanin؛ وهي مسؤولة عن التحكم في لون الخلايا العصبية. عادة ما تكون نسبة الإيوميلانين قليلة عند المصابين بالمهق، ولكن تكون نسب الفيوميلانين طبيعية في شعورهم.
للمهق عدة أنواع، منها:
- المهق البصري الجلدي: وهو النوع الأكثر انتشارًا ويندرج تحته سبعة أنواع فرعية، إذ يكون للمصابين لون شاحب في البشرة والشعر والعينين.
- المهق البصري: وهو نوع قليل الانتشار، ويكون فيه لون العينين أزرق أو مائل إلى الوردي أو الأحمر، عاكسًا لون الأوعية الدموية.
- متلازمة هيرمانسكي-بودلاك: وتشمل المهق الجلدي البصري، بالإضافة إلى اضطرابات في الدم وأمراض كلوية أو رئوية أو معوية.
- متلازمة شيدياك هيجاشي: وتشمل المهق الجلدي البصري، بالإضافة إلى مشكلات مناعية وعصبية.
هذا، وتشمل أعراض المهق: لون شاحب للبشرة والشعر والعينين، وبقع جلدية فاتحة نظرًا لاختفاء الصبغة، وحركة سريعة للعينين، والحول، ومشكلات في الرؤية، والحساسية من الضوء، وكسل العين، وقصر أو طول النظر، والإستجماتزم، وتضليل العصب البصري، ونقص تنسج العصب البصري.
لا يوجد علاج للمهق، ولكن يمكن تخفيف الأعراض باتباع بعض النصائح، مثل عدم التعرض للشمس قدر الإمكان، وارتداء النظارات الشمسية، وارتداء الملابس الواقية من الشمس، وارتداء القبعات، واستخدام واقي الشمس، واستخدام النظارات الطبية المناسبة، وإجراء فحوصات دورية لأن المصابين يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.
غالبًا ما يستطيع المصاب بالمهق الحياة بشكل طبيعي. ولكن في المجتمعات التي تقل فيها نسبة الوعي وينتشر بها الجهل فإنه قد يعاني في نواحٍ عدة مرتبطة بمشكلات البصر؛ منها صعوبة الحصول على رخصة القيادة، ومشكلات في القراءة قد ينجم عنها التأخر الدراسي. وفي بعض الدول الإفريقية، تنتشر بعض الخرافات حول مرضى المهق، مثل احتواء أجسامهم معادن تجلب الحظ والثروة، مما يهدد حياتهم بالخطر وقد يواجهون الاختطاف، أو سرقة الأعضاء، أو القتل.
وقد يواجه المصابون بالمهق التمييز من أسرهم، أو مجتمعاتهم، أو في بيئة عملهم. وتختلف أشكال التمييز من منطقة إلى أخرى، ففي دول العالم الغربي، يكون هذا بالسباب والتسلط والسخرية، في حين أنه في الصين وبعض الدول الأسيوية يعاني الأطفال من الهجر والرفض من أسرهم، بل وتُنبذ النساء اللاتي يلدن أطفالًا مصابين بالمهق من أزواجهن وعائلاتهن.
لهذا، خصصت الأمم المتحدة يومًا للتوعية بالمهق؛ لنشر الوعي بين الناس عن هذا الاضطراب الوراثي والمناداة بحياة آمنة للمصابين بالمهق، خالية من أي شكل من أشكال التمييز.
المراجع
clevelandclinic.org
eyes-on-europe.eu
mcgill.ca
medicalnewstoday.com
nationaltoday.com
un.org