نيو هو الاسم المختصر للأجسام القريبة من الأرض (Near-Earth Objects)، وتشمل تلك الأجسام المذنبات والكويكبات التي تدفع بها جاذبية الكواكب القريبة إلى مدارات تسمح لها بالدخول في المنطقة المجاورة للأرض. وتتكون المذنبات التي تتشكل غالبًا من الجليد والتراب في النظام الكوكبي الخارجي البارد، بينما أن معظم الكويكبات الصخرية قد تكونت في النظام الشمسي الداخلي الأكثر دفئًا فيما بين مداري المريخ والمشترى.
ويرجع الاهتمام العلمي بالمذنبات والكويكبات في المقام الأول إلى أنها البقايا غير المتغيرة نسبيًّا منذ عملية تكوين النظام الشمسي منذ حوالي 4.6 مليارات عام. ولقد تكونت الأربعة كواكب العملاقة الخارجية جرَّاء تكتل مليارات المذنبات؛ فأصبحت البقايا المتخلفة من عملية التكوين تلك هي المذنبات التي نراها اليوم. كذلك، فإن كويكبات اليوم هي البقايا المتخلفة عن التكتل الأولي للأربعة كواكب الداخلية.
والأرض عرضة دائمًا للاصطدامات من قبل المذنبات والكويكبات، إلا أن الصدمات الكبيرة نادرة جدًّا؛ فآخر أكبر الاصطدامات كان منذ حوالي 65 مليون سنة، وهو الأمر الذي غالبًا ما أدى إلى انقراض الديناصورات. أما اليوم، فتقوم وكالة ناسا الفضائية بالاستكشاف الدوري للكويكبات والمذنبات المارة بالقرب من الأرض نسبيًّا، وكذلك اقتفاء أثرهم وتوصيفهم، وذلك باستخدام التليسكوبات الأرضية والفضائية على حد سواء.
يقوم برنامج رصد الأجسام القريبة من الأرض، والمعروف باسم حارس الفضاء (Spaceguard)، باكتشاف تلك الأجسام وتوصيفها، وتوقع مساراتها؛ لتحديد احتمالية تشكيلها خطرًا على كوكبنا. وقد أعلنت الأبحاث أنه لا يوجد في الوقت الحالي تهديد من أية كويكبات بحجم ذلك الذي يزمع أنه قضى على الديناصورات.
"لقد انخفضت بشكل كبير خطورة تعرض كوكب الأرض لاصطدام من قبل كويكب ذي حجم كبير من دون أن يتم رصده والتحذير منه مسبقًا"، هكذا يقول تيم سباهر، مدير مركز الكواكب الصغرى بمركز هارفارد سميثسونيان لعلوم الفيزياء الفلكية بكامبريدج بولاية ماساتشوستس. ولكن الموقف مختلف فيما يتعلق بالكويكبات متوسطة الحجم، والتي بإمكانها تدمير منطقة مدنية كبيرة إذا ما اصطدمت بالأرض في المكان الخاطئ.
إلا أن الأرصاد الحديثة لبرنامج الاستكشاف الماسح للأشعة تحت الحمراء في المجالات الواسعة التابع لوكالة ناسا، والمعروف باسم "وايس" (Wide-field Infrared Survey Explorer)، تشير إلى أن عدد الكويكبات متوسطة الحجم القريبة من الأرض أقل بكثير مما كان يُعتقد فيما قبل. فقد وجدت نتائج مشروع المسح التابع للبرنامج، والمعروف باسم "نيووايس"، انخفاضًا أكبر في الجموع التقديرية من الكويكبات متوسطة الحجم عن تلك المرصودة من الكويكبات كبيرة الحجم. ويقدر علماء الفلك الآن أن هناك كويكب 19.500 بدلاً من 35.000 كويكب متوسط الحجم بالقرب من الأرض؛ ويجد العلماء أن هذا الفهم المتحسن عن تلك الجموع قد يكون مؤشرًا إلى أن الخطر على الأرض قد يكون أقل مما سبق تقديره.
(الماسح للأشعة تحت الحمراء في المجالات الواسعة التابع لوكالة ناسا)