في لعبة الحياة، حاكِ الشطرنج ولا تحاكِ الداما

شارك

في عام 1779 كتب بنجامين فرانكلين أن لعبة الشطرنج «ليست مجرد تسلية خاملة لأن الحياة تشبه الشطرنج؛ حيث توجد نقاط لنكسبها ومنافسين أو خصوم لنغلبهم، وحيث يوجد تنوع كبير من أحداث الخير والشر التي تعد إلى حد ما آثارًا للتعقل أو انعدامه».

الشطرنج لعبة عالمية توفر فرصًا مهمة في تطبيق جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك: تقوية التعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وتعزيز التسامح، والتضمين، والتفاهم والاحترام المتبادلين. في 12 ديسمبر 2019، أعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم 20 يوليو يومًا عالميًّا للشطرنج تخليدًا لذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للشطرنج في باريس عام 1924.

تطورت لعبة الشطرنج التي نعرفها اليوم من لعبة «الشطرنجا» chaturanga الهندية قبل القرن السابع الميلادي. وقد مثلت القطع الأصلية وحدات الجيش الشائعة في الحروب في ذلك الوقت: المشاة، والفرسان، والأفيال، والعربات الحربية، والقائد، والملك. فانتشرت اللعبة من الهند إلى إيران في القرن السابع، ومن ثم غربًا في أنحاء العالم الإسلامي الأكبر. ثم نشر التأثير الإسلامي اللعبة إلى جنوب أوروبا وصولًا إلى أوروبا الغربية بحلول عام 1000 ميلاديًّا.

حتى منتصف القرن التاسع عشر، لم تكن مجموعات الشطرنج متطابقة بالمرة. وفي عام 1849، قدم صانع الألعاب جاك اللندني نمطًا جديدًا من القطع دعمها هاورد ستونتون الذي كان أقوى لاعب شطرنج في هذا الوقت. فراج نمط ستونتون على التو، وإلى الآن تعد قطع ستونتون وبعض التعديلات الطفيفة عليها النمط المعياري في مجموعات الشطرنج التنافسية. كذلك ظهرت ساعات الشطرنج في اللعب التنافسي في القرن التاسع عشر؛ وبتوحيد نمط مجموعات الشطرنج وإدخال الساعات، أصبحت المعدات جاهزة للمباريات والبطولات الحديثة.

أدرك لاعبو الشطرنج الأوائل أن أي مباراة تقليدية يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، لكل منها خصائصه وأولوياته: المرحلة الافتتاحية التي يحرك فيها اللاعب القطع من أماكنها المبدئية؛ ومرحلة منتصف اللعبة التي تحاك فيها الخطط وتنفذ؛ ومرحلة نهاية اللعبة التي تتبع عدد من التبادلات والاستحواذات، حيث يحاول اللاعب صاحب الفرص الأفضل تحويل أفضلية إلى نصر. لذلك فإن نظرية الشطرنج تتكون من معرفة افتتاحية، وتكتيكات، وتحليلات موضعية، واستراتيجيات، وتقنيات نهاية اللعبة.

إن الشطرنج لعبة مليئة بالاحتمالات؛ فلا يمكن أن تلعب المباراة ذاتها مرتين. ومع ذلك، فإنها ثابتة بما يكفي لكي لا تشعر أنك تبحر في الفوضى في كل مرة تبدأ فيها مباراة جديدة. لاعبو الشطرنج المتمكنون يتعلمون توقع التحركات التالية لمنافسيهم؛ وللوصول إلى ذلك يجب على اللاعب تطوير قدرته على تبني وجهة نظر شخص آخر واستنتاج التحركات التي غالبًا ما سيقدم عليها.

من بين الفوائد المتعددة لتعلم الشطرنج ولعبها:

  • تحسين المهارات الإدراكية –التركيز، وتمييز الأنماط، واتخاذ القرارات، والمنطق المكاني، وحل المشكلات، والتفكير النقدي.
  • زيادة نطاق الانتباه وسعة الذاكرة.
  • تشجيع فهم الاختيار والتوابع.
  • تعليم الروح الرياضية الجيدة.
  • إنشاء بيئة تعلم منظمة حول الألعاب.

يمكن للشطرنج المساعدة على تخفيف أعراض وحدة عدد من الحالات الصحية، بما في ذلك الخرف، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ونوبات الفزع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعدك ممارسة هذه اللعبة الصعبة على إيجاد شعور بالتدفق أو تحسين فاعلية الجلسات العلاجية. على الجانب الآخر، يمكن للعبة الشطرنج أن تستهلك الوقت وأن تكون موترة، وبالأخص إذا كنت تنوي التنافس في بطولات. ما إذا كانت هذه العيوب تفوق الفوائد الصحية المعرفية المحتملة هو شيء عليك أن تقرره بنفسك.

المراجع

www.chess.com

www.houseofstaunton.com

www.britannica.com

coloradomasterchess.com

www.healthline.com

Image by azerbaijan_stockers on Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية